اللغة العربية  :: لغة القرآن الكريم

موقع الدكتور / مسعد محمد زياد        رحمة الله
اتصل بنا الكتب السيرة الذاتية الرئيسية

الوحدة الحادية عشرة

علامات الترقيم

 

تعريفها :

      الترقيم : وضع رموز مخصصة أثناء الكتابة ، بغرض تعيين مواضع الفصل والوقف والابتداء ، وأنواع النبرات الصوتية ، والأغراض الكلامية أثناء القراءة .

 

أنواعها :

 

1 ـ الفاصلة ( الشولة ) وعلامتها " ، " :

     تكون في الوقف الناقص : وهو الوقف الذي يكون بسكوت المتكلم ، أو القارئ سكوتًا قليلاً جدًا ، لا يحسن معه التنفس .

 

موضعها :

أ ـ بين الجمل المتصلة المعنى :

مثل : أوحد العراق في البلاغة ، ومن به تثنى الخناصر في الكتابة ، وتتفق الشهادات له ببلوغ الغاية ، من البراعة والصناعة {1} .

ب ـ بين المفردات المعطوفة إذا قصرت عباراتها ، وأفادت تقسيما أو تنويعا .

ــــــــــــــــــــ

1 ــ من كتاب يتيمة الدهر للثعالبي ( بتصرف ) .

 

مثل : ينقسم الكلام إلى أقسام ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف .

وكقوله تعالى : { حرمت عليكم أمهاتكم ، وبناتكم ، وأخواتكم } 23 النساء .

ج ـ بين الجمل المعطوفة القصيرة ، ولو كان كل منها لغرض خاص .

مثل : المعروف قروض ، والأيام دول .

      الشمس طالعة ، والنسيم عليل ، والطيور مغردة ، والأزهار  ضاحكة .

      الجو شديد الحرارة ، والرياح سموم ، والرؤية منعدمة .

د ـ بين جملة الشرط وجوابها ، أو القسم وجوابه .

مثل : إذا حضر الماء ، بطل التيمم .

      لئن أنكر المرء من غيره ما لا ينكر من نفسه ، لهو أحمق .

ه ـ بين جملتين مرتبطتين في اللفظ والمعنى ، كأن تكون الثانية صفة ، أو حالاً ، أو ظرفًا للأولى ، وكان في الأولى بعض الطول .

مثل : رأيت شابا ممسكا بيد رجل ، يخيل لي أنه عاجز .

      التقيت بصديقي محمد ، وهو يبتسم .

      ذهبت إلى مكة لأداء العمرة ، يوم الجمعة الماضية .

 

2 ـ الفاصلة المنقوطة : وعلامتها " ؛ " :

 

     تكون في الوقف الكافي ، وهو الوقف الذي يكون بسكوت المتكلم ، أو القارئ سكوتا يجوز معه التنفس .

 

موضعها :

ا ـ بين جملتين إحداهما سبب في حدوث الأخرى .

مثل : خير الكلام ما قل ودل ؛ ولم يَطُل فيُمل .

ومنه قول على بن أبى طالب : " أما الإمرة البرّة فيعمل فيها التقي ؛ وأما الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي ؛ إلى أن تنقطع مدته " .

ب ـ قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة ، أو مشابهة ، أو تقسيم ، أو ترتيب ، أو تفصيل .

مثل : اغنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ؛ وصحتك قبل سقمك ؛ وفراغك قبل شغلك ؛ وغناك قبل فقرك ؛ وحياتك قبل موتك .

ج ـ قبل الجملة الموضحة لما قبلها .

كقوله تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يعلمون ؛ يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا } 6، 7 الروم .

 

3 ـ النقطة : وعلامتها ( . ) :

      تكون في الوقف التام ، وهو سكوت المتكلم ، أو القارئ سكوتًا   تامًا ، مع استراحة للتنفس .

 

موضعها :

     توضع في نهاية الكلام ، للدلالة على تمام المعنى ، واستقلال ما بعدها عما قبلها معنى وإعرابًا .

كقول عليّ بن أبي طالب في الزكاة : " فمن أعطاها طيب النفس بها ، فإنها تجعل له كفارة ومن النار حاجزًا ووقاية ، فلا يتبعها أحد نفسه ، ولا يكثرن عليها لهفه " .

 

4 ـ علامة التعجب : ورمزها ( ! ) :

 

موضعها : ـ

      توضع في آخر الكلام الذي يدل على معنى التأثر والدهشة ، والاستغراب والإغراء ، والتحذير والتأسف والدعاء .

مثل : لله أنتم ! أما دين يجمعكم ! ولا حمية تشحذكم ! .

ومنه قول الشاعر :

     هي الدنيا تقول بملء فيها     حذار حذار من بطشي وفتكي !

ومثل : " هيهات أن يأت الزمان بمثله ! "

 

5 ـ النقطتان : رمزها " : "

 

موضعها : ـ

       توضع بعد القول ، أو الكلام المنقول ، أو المقسم أو المجمل بعد تفصيل ، أو المفصل بعد إجمال .

كقوله تعالى : { قال : إني عبد الله } 30 مريم .

ومثل : رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم .

ومثل : الدنيا يومان : يوم لك ويوم عليك .

ومثل : العقل ، والصحة ، والمال ، والبنون : تلك هي النعم التي لا يُحصى شكرها.

 

6 ـ علامة الاستفهام : ورمزها " ؟ "

تكون للدلالة على الجمل الاستفهامية .

 

موضعها : ـ

     توضع في نهاية الجملة ، سواء أكانت مبدوءة بحرف استفهام أم لا .

كقوله تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ؟ } 103 الكهف .

وقوله تعالى : { أئنك لأنت يوسف ؟ } 90 يوسف .

 

7 ـ علامتا التنصيص : ورمزهما  "  "  :

       تعرف علامتا التنصيص بالتضبيب أيضا ، وهما ضبتان يوضع بينهما ما ينقل بنصه من الكلام .

مثل : أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبى موسى الأشعري بوصية جاء فيها " البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " .

 

8 ـ نقط الحذف : رمزها ( ... ) :

 

موضعها : ـ

    توضع هذه النقط الثلاث للدلالة على أن في موضعها كلامًا محذوفًا .

وذلك كأن يستشهد كاتب بعبارة ما ، وأراد أن يحذف منها بعض الكلمات ، أو الجمل التي لا حاجة له بها .

مثل : لو اقتصر الناس على كتب القدماء لضاع علم كثير ، ولذهب أدب  غزير ، ولضلت أفهام ثاقبة ... ولمجت الأسماع كل مردد مكرر .

 

9 ـ الشرطة : ورمزها  ـ :

 

موضعها : ـ

     توضع للفصل بين كلام المتخاطبين في حالة المحاورة ، وتوضع بعد العدد في أول السطر .

مثل : طلب بعض الملوك كاتبًا لخدمته . فقال للملك : أصحبك على ثلاث خصال .

ـ ما هي ؟

ـ لا تهتك لي سترًا ، ولا تشتم لي عرضًا ، ولا تقبل فيَّ قول قائل .

ـ هذه لك عندي . فما لي عندك ؟

ـ لا أفشي لك سرًا ، ولا أؤخر عنك نصيحة ، لا أؤثر عليك أحدًا .

ـ نعم الصاحب المستصحب ، أنت ! .

 

10 ـ الشرطتان : ورمزهما  ـ    ـ  :

       توضع بينهما الجمل الاعتراضية ، فيتصل ما قبل الشرطة الأولى بما بعد الشرطة الثانية في المعنى .

كقول الإمام عليّ ـ رضي الله عنه ـ : " فيا عجبًا : عجبًا ـ والله ـ يميت القلب " . 

وكقول أبي إسحاق الصابي : " قد جرت العادة ـ أطال الله بقاء الأمير ـ بالتمهيد للحاجة قبل موردها وإسلاف الظنون الداعية إلى نجاحها " .

 

11 ـ القوسان : ورمزهما (   ) :

       توضع بينهما كل كلمة تفسيرية ، أو كل جملة معترضة لا ترتبط مع غيرها في سياق المعنى ، أو كل عبارة يراد لفت النظر إليها .

مثل : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " .

ومثل : جُدَّة ( بضم الجيم وكسرها ) مدينة على ساحل البحر الأحمر .

ومثل : بين جور وشيراز ( وهي قصبة فارس ) عشرون فرسخًا .