الصفـة المشـبهة
تعـريفهـا :
هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على
وجه الثبوت .
مثل : حسن ، وأحمر ، وعطشان ، وتعب ، وكريم ، وخشن ، وبطل .
ومنه قوله تعالى : { إنه لفرح فخور } 10 هود .
وقوله تعالى : { ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال } 15 الأعراف .
ومنه قولهم : فلان رقيق الحاشية ، كريم السجايا .
وقد سمي هذا النوع من المشتقات بالصفة المشبهة ، لأنها تشبه الفاعل في
دلالتها على معنى قائم بالموصوف ، غير أن الفرق بينها وبين اسم الفاعل :
أنه يدل على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتغيير والتجدد ، وهي تدل
على من قام به الفعل على وجه الثبوت في الحال أو الدوام ، ولا يعني الثبوت بالضرورة
الاستمرار .
فكلمة فرح وغضبان ورقيق وكريم كل منها وصف ثابت في موصوفها ، ولكنه ليس من الضروري أن يستمر هذا الثبوت ، بل قد يكون ثبوتاً في الحال أو
ثبوتاً على الدوام .
صياغة الصفة المشبهة :
تصاغ الصفة المشبهة من الأفعال الثلاثية اللازمة على الأوزان التالية :
" انظـر الجـدول "
الرقم
|
الفعل
|
وزنه
|
الصفة المشبهة
|
وزنها
|
دلالتها
|
1 - أ
|
فَرِحَ
|
فَعِلَ
|
فَرِحٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل على فرح وسرور .
|
|
حَزِنَ
|
فَعِلَ
|
حَزِنٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل على حزن أو خوف .
|
|
مَغِصَ
|
فَعِلَ
|
مَغِصٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل على ألم .
|
|
فَطِنَ
|
فَعِلَ
|
فَطِنٌ
|
فَعِلٌ
|
فيما دل على صفة حسنة .
|
ب -
|
حَمِرَ
|
فَعِلَ
|
أحْمَرٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل على لون ومؤنثه فعلاء – حمراء .
|
|
عَرِجَ
|
فَعِلَ
|
أعْرَجٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل على عيب ومؤنثه فعلاء – عرجاء .
|
|
حَوِرَ
|
فَعِلَ
|
أحْوَرٌ
|
أفْعَلٌ
|
فيما دل على حلية ومؤنثه فعلاء – حوراء .
|
جـ-
|
عَطِشَ
|
فَعِلَ
|
عَطْشَانٌ
|
فَعْلانٌ
|
فيما دل على خلو ومؤنثه فعلى – عطشى .
|
|
شَبِعَ
|
فَعِلَ
|
شَبْعَانٌ
|
فَعْلانٌ
|
فيما دل على امتلاء ومؤنثه فعلى – شبعى .
|
2 - أ
|
كَرُمَ
|
فَعُلَ
|
كَرِيم
|
فَعِيلٌ
|
|
|
ضَخُمَ
|
فَعُلَ
|
ضَخْم
|
فَعْلٌ
|
|
|
شَجُعَ
|
فَعُلَ
|
شُجَاعٌ
|
فُعَالٌ
|
|
|
جَبُنَ
|
فَعُلَ
|
جَبَانٌ
|
فَعَالٌ
|
|
|
حَسُنَ
|
فَعُلَ
|
حَسَنٌ
|
فَعَلٌ
|
|
|
حَلُوَ
|
فَعُلَ
|
حُلْوٌ
|
فُعْلٌ
|
|
|
جَنُبَ
|
فَعُلَ
|
جُنُبٌ
|
فُعُلٌ
|
|
|
طَهُرَ
|
فَعُلَ
|
طَهُورٌ
|
فَعُولٌ
|
|
|
خَشُنَ
|
فَعُلَ
|
خَشِنٌ
|
فَعِلٌ
|
|
|
صَفُرَ
|
فَعُلَ
|
صِفْرٌ
|
فِعْلٌ
|
|
تنبيهـات وفـوائـد :
يلاحظ من الجدول السابق ما يأتي :
1 ـ تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعِلَ " على
الأوزان التالية :
أ – وزن " فَعِلٌ " فيما دل على فرح وسرور ، مثل : جذل ، وطرب ، ورضي .
ومنه قوله تعالى : { ويتولون وهم فرحون } 50 التوبة .
وقوله تعالى : { انقلبوا فكهين } 31 المطففين .
أو دل على حزن مثل : شجٍ ، وكمد ، ومنه قوله تعالى : { وقلوبهم وجلة }
60 المؤمنون .
أو دل على ألم مثل : وجع ، وتعب ، وأشر ، ونكد ، وقلق .
ومنه قوله تعالى : { إنهم كانوا قوماً عمين } 64 الأعراف .
وقوله تعالى : { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } 58 الأعراف .
وقوله تعالى : { بل هو كذاب أشر } 26 القمر .
أو فيما دل على صفة حسنة مثل : لبق ، وسلس .
ب – وزن " أفْعَلٌ " فيما دل على لون . ومؤنثه فُعلاء مثل : أخضر خضراء
، وأصفر صفراء ، وأسود سوداء .
ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } 80 يس .
وقوله تعالى : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } 187
البقرة .
أو فيما دل على عيب مثل : أحول ، وأكتع ، وأبتر ، وأعمى ، وأبكم ، وأبرص
.
ومنه قوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } 3 الكوثر .
وقوله تعالى : { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج } 61 النور .
أو فيما دل على حلية مثل : أحيل ، وأهيف .
ج – وزن " فعلان " ومؤنثه فعلى . فيما دل على خلو ، مثل : صديان ، أو
امتلان .
مثل : ريان وغضبان .
ومنه قوله تعالى : { يحسبه الظمآن ماءً } 39 النور .
2 ـ وتصاغ من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعُلَ " بضم العين
غالباً على الأوزان التالية :
أ – فعيل ، مثل : شريف وعظيم ، وبخيل ، ونحيل ، وشديد فيما دل على صفة
ثابتة .
ومنه قوله تعالى : { وأنا لكم ناصح أمين } 68 الأعراف .
وقوله تعالى : { وأنبتت من كل زوج بهيج } 5 الحج .
ب – فَعْل ، مثل : شهم ، فحل ، سمح ، صعب ، سمج .
ومنه قوله تعالى : { وشروه بثمن بخس } 20 يوسف .
وقوله تعالى :{ إنه هو البر الرحيم } 28 الطور .
ج – فُعَال ، مثل : هُمام ، صُراح ، فُرات ، كقوله تعالى :{ وهذا ملح
أجاج } 53 الفرقان .
وقوله تعالى :{ هذا عذب فرات } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ ثم يجعله
ركاماً } 43 النور .
كقوله تعالى : { وكان بين ذلك قواماً } 67 الفرقان .
وقوله تعالى : { ل فارض ولا بكر عوان بين ذلك } 68 البقرة .
د – فَعَل ، مثل : بطل ، وحسن ، ورغد ، وعرض ، ووسط .
ومنه قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } 143 البقرة .
وقوله تعالى :{ تبتغون عرض الحياة الدنيا } 94 النساء .
وقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } 245 البقرة .
هـ – فُعْل ، مثل : صلب ، وحُرّ ، وحلو ، ومُرّ .
كقوله تعالى : { لقد جئت شيئاً نكراً } 74 الكهف .
و – فُعُل ، مثل : جُرز ، وفرط ، ونكر ، وكفؤ .
كقوله تعالى : { ولم يكن له كفواً أحد } 4 الإخلاص .
وقوله تعالى :{ والجار الجنب } 36 النساء .
وقوله تعالى :{ وكان أمره فُرُطاً } 28 الكهف .
ز – فَعُول ، مثل : وقور ، وطهور ، وعجوز .
ومنه قوله تعالى : { أألد وأنا عجوز } 72 هود .
وقوله تعالى :{ ولا الظل ولا الحرور } 21 فاطر .
ك – فَعِل ، مثل : سَمِحَ ، طَهِرَ .
ومنه قوله تعالى : { فأخرجنا منها خَضِراً } 99 الأنعام .
ي – فِعْل ، مثل : ملح ، وصفر ، ورخو .
ومنه قوله تعالى : { قال لكل ضعف } 38 الأعراف .
وقوله تعالى :{ وفديناه بذبح عظيم } 107 الصافات .
تنبيـهات وفوائد :
1 ـ قد ترد الصفة المشبهة على وزن " فَيْعِل " وذلك من الفعل الثلاثي
اللازم الذي على وزن " فَعَلَ " المعتلة العين ، وهي قليلة .
مثل : مات – ميت ، ساد – سيد ، بان – بين ، ساء – سيء ، صاب – صيب .
كقوله تعالى : { لولا يأتون عليهم بسلطان بين } 15 الكهف .
وقوله تعالى :{ وألفيا سيدها لدى الباب } 35 يوسف .
وقوله تعالى : { أو كصيب من السماء } 19 البقرة .
ومن الصحيحة العين على وزن فَيْعَل ، مثل : صيرف .
3 ـ تأتي الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول فيما دل على
الثبوت وحينئذ تكون مضافة إلى ما بعدها .
مثل : طاهر القلب ، مستقيم الرأي ، معتدل القامة ، موفور الذكاء ، مغفور
الذنب .
ومنها كل وصف جاء من الفعل الثلاثي بمعنى اسم الفاعل
ولم يكن على وزنه ، مثل : شيخ بمعنى شائخ ، وسيد بمعنى سائد ، وطيب بمعنى طائب .
ويشترط في دلالتها على الثبوت ، وهي مأخوذة من الأفعال الثلاثي المتعدية
المفتوحة العين " فَعَلَ " وهي أيضاً قليلة .
ومنها : حريص من حَرَصَ وهي بمعنى حارص ، وعفيف من عفَّ بمعنى عافف ،
وخفيف من خفَّ بمعنى خافف ، وجواد من جاد بمعنى جائد .
الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
تختلف الصفة المشبهة عن اسم
الفاعل في أمور خمسة هي :
1 ـ أنها تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ، أما اسم الفاعل فيصاغ من
الثلاثي اللازم والمتعدي على حد سواء ، وما ورد من صفات مشبهة مشتقة من أفعال
ثلاثية متعديةفهي سماعية كعليم ، وسميع ، أو جاءت على وزن اسم الفاعل بعد إنزال
فعله منزله اللازم وأريد به الدوام مثل : قاطع السيف ، ومسمع الصوت .
2 ـ أنها لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في كل الأزمنة .
مثل : محمد حسن الخلق .
فحسن صفة لخلق محمد لازمته على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل .
إلا وجدت قرينة تدل على خلاف الحاضر . كأن تقول : كان محمد حسناً فقبح .
أما اسم الفاعل فلا يكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة .
3 ـ دلالتها على صفة الثبوت ، بينما يدل اسم الفاعل صفة متجددة .
4 ـ أنها يغلب عليها عدم مجاراتها المضارع تذكيراً وتأنيثاً
ـ أي في حركاته وسكناته ـ كما في قولنا جميل الظاهر ، أبيض الشعر ، ضخم
الجثة .
ويقل في مجاراتها له كما في قولنا : طاهر القلب ، معتدل القامة .
ومن غير الثلاثي تلزم مجاراتها له أما اسم الفاعل فإنه يجاري المضارع في
النوعين لزوماً .
والمقصود من المجاراة المذكورة :
الموافقة العامة في الحركات والسكنات وإن اختلفت أعيان الحركات .
5 ـ عدم تقدم منصوبها عليها بخلاف منصوب اسم الفاعل .
وجوب كون معمولها المجرور أو المنصوب على التشبيه بالمفعول به سبباً ،
أي اسماً ظاهراً متصلاً بضمير موصوفها ، إما اتصالاً لفظياً مثل : علي كثير
علمه ، وسعيد حسن خلقه ، ومعنوياً مثل : محمد كثير العلم ، والعنب حلو الطعم .
7 ـ أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها ، بل يستحسن فيها ذلك .
مثل : حسن الخلق ، ومعتدل الرأي .
والأصل : حسن خلقه ، ومعتدل رأيه .
أمل اسم الفاعل فلا يجوز فيه ذلك ، فلا يقال : الفارس مصيب السهم الهدف
.
أي : مصيب سهمه الهدف .
8 ـ يجوز تأنيثها أحياناً بألف التأنيث مثل : فاطمة حسناء السريرة ،
وهند بيضاء الصفحة .
9 ـ أنها تعمل في معمولها النصب مع أن فعلها لازم ، مثل : الطالب حسن
خلقَهُ ، بنصب خلقه ، واسم الفاعل لا ينصب مفعوله إلا إذا كان من فعل متعدٍ .
10 ـ عدم إعمالها محذوفة ، فلا يصح أن نقول ، فلان حسن المنظر والمخبر ،
بنصب " المخبر " على تقدير : وحسن المنظر .
أما اسم الفاعل فيجوز فيه ، تقول : أنت ضارب اللص والخائن .
11 ـ عدم مراعاة محل مجرورها المتبوع بعطف أو غيره ، بخلاف اسم الفاعل .
عمل الصفة المشبهة
لمعمول الصفة المشبهة ثلاثة مواقع
إعرابية على النحو التالي :
1 ـ أن يرفع معمولها على الفاعلية ، نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ .
2 ـ أن ينصب على شبه المفعولية إن كان معرفة ، نحو : محمد حسنٌ الوجهَ ،
أو محمد حسنٌ وجهَهُ . أو ينصب على التمييز إن كان نكرة ، نحو : محمد حسنٌ وجهاً .
3 ـ أن يجر بالإضافة ، نحو : محمد حسنُ الوجهِ .
تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ تمتنع إضافة معمول الصفة المشبهة لها إن كانت مقترنة بأل والمعمول
خال منها ، ومن الإضافة إلى المحلي بها .
فلا يصح أن نقول : محمد الحسن الوجه ، ولكن يقال : محمد الحسنُ الوجهِ ،
أو محمد حسنُ صورة الوجهِ .
2 ـ أجاز أبو علي الفارسي أن يكون الرفع في معمول الصفة المشبهة على
الإبدال من ضمير مستتر فيها وهو بدل بعض من كل .
3 ـ سميت الصفة المشبهة باسم الفاعل هذه التسمية لأنها تثنى وتجمع وتذكر
وتؤنث ، ويجوز أن تنصب الاسم المعرفة بعدها على أنه شبه المفعول به لها ، فهي بذلك
تشبه اسم الفاعل المتعدي إلى مفعول به واحد .
4 ـ أ – يمتنع جر معمول الصفة المشبهة المقرونة بأل إذا كان مضافاً
إلى ضمير الموصوف ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِهِ .
ب – وكذا إذا كان مضافاً إلى اسم مضاف إلى ضمير الموصوف .
فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقهِ أبيه .
ج – وإذا كان مضافا إلى نكرة أيضاً ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلق
أب .
د – ولا إذا كان نكرة فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقٍ .
وسبب المنع في الأحوال الأربعة السابقة لأن
الإضافة في هذه الصور لم تفد تعريفاً ولا تلخيصاً ولا تخلصاً من قبح حذف الرابط .
5 ـ لا يخلو معمول الصفة المشبهة من أحوال ستة هي :
أ – أن يكون المعمول معرفاً بأل ، نحو : الحسن الوجهِ ، أو حسن الوجهِ .
ب – أن يكون مضافاً لما فيه أل ، نحو : الحسن وجهِ الأبِ ، أو حسن وجهِ
الأب .
ج – أن يكون مضافاً إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجهُهُ
، أو برجل حسنٌ وجهُهُ .
د – أن يكون مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف .
نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجْهُ غلامِهِ ، أو برجل حسنٍ وجْهُ غلامِهِ .
هـ – أن يكون مجرداً من أل دون الإضافة ، نحو : الحسنُ وجهُ أب ، أو
حسنٌ وجهُ أب .
و – أن يكون المعمول مجرداً من أل والإضافة ، نحو : الحسنُ وجهاً ، أو
حسنَ وجهاً .
|