اللغة العربية  :: لغة القرآن الكريم

موقع الدكتور / مسعد محمد زياد        رحمة الله
اتصل بنا الكتب السيرة الذاتية الرئيسية

أولا ـ اللامات

 

       اللام أحد حروف المعاني الدالة على معنى في غيره ، كبقية حروف المعاني الأخرى التي تعرضنا بالحديث عنها ، وكما بين ذلك نحاة العربية ، وقد ذكر بعض النحويين المحدثين أن اللام تكون حرفا من حروف المعاني التي تدل على معنى في غيرها إذا كانت محصورة في حرف الجر ، أما إذا كانت غير جارة كلام الجزم ، واللام غير العاملة فهي حرف من حروف المعاني الدالة على معنى في نفسها ، وقد شمل هذا التقسيم عند الباحث جميع حروف المعاني ، فما كان منها عاملا الجر ، جعله من الحروف الدالة على معنى في غيرها ، وما كان منها لغير الجر جعله من الحروف الدالة على معنى في نفسها ، وأرى في هذا التقسيم أيضا تشتيتا لذهن الدارس ، وقد ذكرنا رأينا في هذا الموضوع ولسنا في حاجة إلى معاودة الحديث فيه . وقد اعتمد الباحث في تقسيمه هذا على تعريف بعض الأصوليين للحرف باعتبار أن بعض معناها إيجادي ، والبعض الآخر معناه إحضاري ، ويقصد بالمعنى الإيجادي أن تلك الحروف وضعت لإيجاد نسبة ، أو علاقة بين الألفاظ حين استعمالها في الجملة ، فإذا قلنا : سرت من بغداد إلى الشام ، فإن حرف الجر " من " ، أو " إلى " لم يعط أي دلالة في نفسه سوى القيام بوظيفة الربط بين الفعل والاسم ، وإيجاد النسبة بينهما ، حيث إننا من خلال استعمال الحرفين السابقين استطعنا أن نفهم أن بغداد كانت نقطة البدء في السير ، وأن الشام كانت نقطة الانتهاء .

     ويقرر الباحث على ضوء ما سبق أن الحروف الإيجادية لم توضع في اللغة لإيجاد معنى أصلا ، وإنما وضعت لتستعمل كأدوات ربط بين الألفاظ ليس غير .

    أما الحروف ذات المعنى الإخطاري ، فهي الحروف الحاكية عن معنى مخطر في الذهن ، أي أن شأنها في الاستعمال شأن الأسماء ، والأفعال ، فكما أن الأسماء ، والأفعال عندما تستعمل تدل على المعنى المفهوم منها ، والمتقرر في الذهن ، أو الخاطر ، والحاضر في الذهن ، كذلك الحروف الإخطارية ، وتشمل الحروف الإخطارية جميع حروف المعاني التي لا تعمل الجر (1) .

 

أقسام اللام :

تنقسم اللام قسمين :

أ ـ اللام العاملة ، وتشمل لام الجر ، ولام النصب ، ولام الجزم ، وقد تعرضنا لتلك في أبوابها ، ولا داعي لتكرارها .

ب ـ اللام غير العاملة ، وتنقسم إلى أنواع متعددة ، وسنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله .

أقسام اللام غير العاملة : ـ

1 ـ لام الابتداء : حكمها الفتح ، وتكون لتوكيد مضمون الجملة ، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت ، أو ما حل في موضعها من المضارع ، وتخليصه إلى الحال . مثال دخولها على الأسماء : لمحمدٌ أحق بالجائزة .

156 ـ ومنه قوله تعالى : { ولدار الآخرة خير }2 .

وقوله تعالى : { لأنتم أشد رهبة في صدورهم }3 .

ومنه قول زهير :

      ولأنت أشجع حين تتجه             الأبطــال من ليث أبي أجر

ومثال دخولها على الأفعال المضارعة : لَيقومُ أخوك ، ولَيدخلُ والدك .

كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم ، كنعم ، وبئس .

59 ـ نحو قول زهير :

       ولنعم حشو الدرع أنت إذا      دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ بتصرف عن كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي ص60 وما بعدها .  

2 ـ 30 النحل . 3 ـ 13 الحشر .

 

157 ـ ومنه قوله تعالى : { لبئس ما كانوا يعملون }1 .

كما تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد .

نحو : إنك لقد فعلت خيرا .

وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ " أنْ " المصدرية ، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ . نحو : لأن تقول الحق خير من أن تصمت .

وعلى " سوف " لأنها تخلص الفعل للاستقبال .

158 ـ نحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .

2 ـ اللام المزحلقة : تدخل للام الابتداء السابقة الذكر في مواضع غير التي ذكرنا ، فهي تدخل على خبر المبتدأ ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ " إنَّ " المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل ( حرف توكيد ونصب ) .

نحو : إن محمدا لصادق .

159 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله لغفور رحيم } 3 .

وقوله تعالى : { إن ربك لسريع العقاب }4 .

وتدخل على خبر " إن " إذا كان فعلا مضارعا ، أو ظرفا ، أو جارا ومجرورا .

مثال دخولها على المضارع قوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }5 .

60 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :

       إني لتعروني لذكراك هزة    كما انتفض العصفور بلله القطر

ومثال دخولها على الظرف : إن محمدا لعندك .

ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم }6 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 62 المائدة . 2 ـ 5 الضحى .

3 ـ 18 النحل .4 ـ 167 الأعراف .

5 ـ 13 يوسف . 6 ـ 4 القلم .

 

وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة ، لأنها تزحلقت من اسم " إن " إلى خبرها .

      وقد ذكر الرماني أن هذه اللام " كان حقها أن تكون قبل " إنَّ " إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر ، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة ، فكان تقديم العامل أولى " (1) .

3 ـ اللام الزائدة :

1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ ، ولم يكن مصدرا بـ  " إنَّ " فهي حينئذ زائدة ، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام .

نحو : لشاعر أنت .

61 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج :

       أم الحليس لعجوز شهربة     ترضى من اللحم بعظم الرقبة

وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال : " اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ ، واستشهد ببيت رؤبة السابق ، وقال : " وقيل الأصل لهي عجوز " .

2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ ، تزاد أيضا في خبر " أن " المفتوحة الهمزة ، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى : { ألا أنهم ليأكلون الطعام }2 .

62 ـ ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

       ألم تكن حلفت بالله العلي     أن مطاياك لَمِن خير المطي

3 ـ وفي خبر لكنَّ . نحو : ولكن الأمر لشديد  .

ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

       يلومونني في حب ليلى عواذلي     ولكنني من حبها لعميد

4 ـ وفي خبر ما زال . نحو : ما زال المطر لمنهمرا .

ــــــــــــــــــ

1 ـ كتاب معاني الحروف ص51 .

2 ـ 20 لقمان .   

 

ومنه قول كثير عزة :

       وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها     كالهائم المقصي بكل مراد

5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى . نحو : أراك لقادما .

6 ـ في خبر أمسى .

63 ـ كقول الشاعر :

       مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم      قال الذي سألوا : أمسى لمجهودا (1) .

7 ـ وقد تزاد مع " إنْ " الشرطية ، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام .

نحو : لئن قام زيد أقم ، وأنت ظالم لئن فعلت .

64 ـ ومنه قول الشاعر :

       لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى    تباريح من ليلى فللموت أروح

ومنه قول الآخر :

      لئن كان ما حدثته اليوم صادقا     أصُم في نهار القيظ للشمس باديا

8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد .

كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

         فلا والله لا يلقى لما بي      ولا لِلِما بنا أبدا دواء

ومنه قول الآخر :

       إن الخلافة بعدهم لذميمة      وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر

9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في

قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

        للولا قاسم ويدا مسيلٍ     لقد جرت عليك يد غشوم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ روي البيت السابق برواية أخرى هي :

          مروا عجالى فقالوا كيف سيدكم     فقال من سألوا : أمسى لمجهودا

راجع في ذلك كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها . اللام الزائدة .

 

ومنه قول الآخر ( بلا نسبة ) :

       للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه     وأن بني سعد صديق ووالد

10 ـ وزيدت في " بَعْد " .

كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

         ولو أن قومي لم يكونوا أعزة      لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا

وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها ، وإنما يقتصر سماعها على الشعر .

* وتزاد لام البعد ، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة ، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما .

هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة ، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين :

زيادة لازمة ، وأخرى خير لازمة .

الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي : ـ

1 ـ أسماء الموصول . نحو : الذي ، والتي ، والذين ، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور ، لا باللام الاخلة عليها .

2 ـ بعض الأعلام : كـ للات ، والعزى ، والنضر ، والسموءل ، واليسع ، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام . فاللام فيها زائدة ، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف .

3 ـ " الآن " : ذكر ابن الناظم أن الألف ، واللام في كلمة " الآن " زائدة ، فقال : " ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف ، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة " (1) .  

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ شرح ابن الناظم ص100 ، ورصف المبني ص 164 .

 

       أما الزائدة غير اللازمة ، وتسمى بالعارضة أيضا ، وتكون زيادتها في الآتي :

1 ـ المصادر ، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية . كالحسن ، والحسين ، والفضل ، والرشيد ، والحارث ، والضحاك ، والمعتصم ، والأمين ، والمأمون ، وغيرها . فالمصادر ، والأسماء السابقة ، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام ، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف ، أو مصدر .

2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه . نحو : دفعت له الخمسة عشر الجنيهات .

3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة ، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما :

أ ـ الأعلام .

65 ـ كقول الشاعر :

        ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا     ولقد نهيت عن بنات الأوبر

الشاهد قوله : بنات الأوبر ، وأراد بنات أوبر ، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة .

ب ـ في التمييز الملحوظ .

66 ـ كقول الشاعر :

     رأيتك لما أن عرفت وجوهنا     صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو

الشاهد قوله : " طبت النفس " ، وأراد طبت نفسا . (1) .

4 ـ اللام الفارقة : هي اللام الواقعة بعد " إنْ " المخففة من الثقيلة .

نحو : إن محمدٌ لقائمٌ .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ للاستزادة في هذا الموضوع راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ،

وباب الموصول الحرفي لمعرفة مواطن زيادة أل مفصلة .

 

ومنه قوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة }1 .

160 ـ وقوله تعالى : { إن كل نفس لما عليها حافظ }2 .

وهذه اللام نوع من " لام " الابتداء ، فقد ذكر سيبويه ، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة ، وتخليص المضارع للحال ، الفرق بين " إنْ " المخففة من الثقيلة ، و " إنْ " النافية ، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة ، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات " (3) .

كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى : { وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا }4 .

بكسر اللام ، أي : للذي .

5 ـ اللام الوطئة للقسم : وتسمى اللام المؤذنة ، وهي التي تمهد لجواب القسم ، وتدخل عل أداة الشرط ، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ، لا على شرط . 161 ـ  كقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجن }5 .

وقوله تعالى : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }6 .

وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على " إن " الشرطية ، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية ، بل تدخل أيضا على " ما " الموصولة ،  162 ـ كقوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة }7.

وقال سيبويه : " والله لئن فعلت لأفعلن ، واللام التي في " ما " كهذه التي في " إن " .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 143 البقرة . 2 ـ 4 الطارق .

3 ـ المغني ج1 ص 231 وما بعدها .

4 ـ 143 البقرة . 5 ـ 4 الطارق .

6 ـ 12 الحشر . 7 ـ 81 آل عمران .

 

      وبالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن " ما " في الآية السابقة شرطية ، والمعنى لمهما آتيتكم ، وعليه فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم ، تشبيها لـ " ما " الشرطية ، بـ " إن " الشرطية ، واللام كـ " اللام " الداخلة على " إن " ، ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير " إن " الشرطية ، فتكون " ما " موصولة ، واللام للابتداء حملا على الأكثر (1) .

     وقد دخلت " اللام " الموطئة للقسم على " إذ " لمشابهتها " إن " الشرطية .

67 ـ كما في قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

       غضبتْ عليَّ وقد شربت بجِزَّة      فلإذ غضبتِ لأشربنْ بخروف

ودخلت أيضا على " متى " .

68 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

       لمتى صلحت ليقضين لك صالح      ولتجزينَّ إذا جزيتَ جميلا

تنبيه : إن دخول اللام فيما سبق على غير " إنْ " الشرطية لا ينقاس عليه .

6 ـ اللام الواقعة في جواب القسم :

لام تدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية ، الواقعة جوابا لقسم ظاهر .

نحو : أقسم بالله لخالد قادم ، وأقسم بالله لأقولن الحق .

163 ـ ومنه قوله تعالى : { تالله لقد آترك الله }2 .

وقوله تعالى : { وتالله لكيدن أصنامكم }3 .

ويكثر في الفعل الماضي المتصرف إذا وقع جوابا للقسم أن يقترن بـ " قد " .

نحو قوله تعالى : { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض }4 .

وقوله تعالى : { تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك }5 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ المغني ج1 ص 235 .

2 ـ 91 يوسف . 3 ـ 57 الأنبياء .

4 ـ 73 يوسف .5 ـ 63 النحل .

 

وقد لا يقترن بها كما في قول امرئ القيس :

       حلفت لها بالله حلفة فاجر     لناموا فما من حديث ولا صالي

       وقد تلحق اللام جواب القسم المحذوف ، ولم يبق منه إلا المقسم به كما في الآيتين السابقتين ، وقد تلحق جواب القسم المحذوف بالكلية .

نحو : لقد قدمتك على المتفوقين .

164 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد من الله على المؤمنين }1 .

وقوله تعالى : { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة }2 .

7 ـ اللام الواقعة في جواب لو ، ولولا :

كقوله تعالى : ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم }3 .

وقوله تعالى : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }4 .

69 ـ ومنه قول الحمير :

       ولو أن ليلى الأخيلية سلمــت     علىَّ ودوني جنــدل وصفائـح

       لسلمت تسليم البشاشة أو زقا        إليها صدى من جانب القبر صائح

ومثال اللام الواقعة في جواب لولا .

قوله تعالى : { لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }5 .

ومنه قول المتنبي :

       ولولا أنني في غير نوم       لكنت أظنني مني خيالا

8 ـ لام البعد : هي اللام الداخلة على أسماء الإشارة للدلالة على البعد ، وتعد من أنواع اللامات الزائدة .

165 ـ نحو قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }6 .

ـــــــــــــــ

1 ـ 164 آل عمران . 2 ـ 25 التوبة .

3 ـ 66 النساء . 4 ـ 22 الأنبياء .

5 ـ 251 البقرة . 6 ـ 1 البقرة .

 

وقوله تعالى : { تلك آيات الكتاب المبين }1 .

9 ـ لام التعجب غير الجارة : يقول عنها ابن هشام ، وقد ذكر ذلك ابن خالويه في كتابه المسمى بالجمل " وعندي أنها لام الابتداء دخلت على الفعل الماضي لشبهه في جموده بالاسم ، وإما لام جواب قسم مقدر " (2) .

نحو : لَظَرُف زيد ولَكَرُم عمر . بمعنى ما أظرفه ، وما أكرمه .

10 ـ لام " أل " التعريف : وهي اللام الداخلة على الأسماء راجعها في بابها .

ثانيا ـ حرفا الخطاب : الكاف ، والتاء

أولا ـ الكاف : حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب ، ويكون في المواضع التالية :

1 ـ اسم الإشارة . نقول : ذلك ، وتلك ، وذاك .

166 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الدين القيم }3.

2 ـ آخر ضمير النصب المنفصل " إياك " وأخواته . لأن " إيا " هو الضمير ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب .

167 ـ نحو قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين }4 .

3 ـ بعد الضمير الواقع في الفعل " أرأيت " الذي بمعنى " أخبرني " .

168 ـ نحو قوله تعالى : { أرأيتك هذا الذي كرمت عليَّ }5 .

4 ـ آخر بعض الأفعال ، وأسماء الأفعال :

نحو : أبصرك محمدا . وليسك الرجل قائما . ونعمك الطالب عمرو .

وبئسك المهمل فيصل .

ومثال اتصالها بأسماء الأفعال : حيهلك ، ورويدك ، والنجاءك .

فالكاف في الأفعال السابقة ، وأسمائها حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 2 القصص . 2 ـ المغني ج1 ص 237 . 

3 ـ 40 يوسف . 4 ـ 4 الفاتحة .

5 ـ 62 الإسراء .

 

5 ـ كما تتصل ببعض الحروف وهي : بلا ، وكلا .

نحو : بلاك ، وكلاك .

وهذا النوع الأخير لا ينقاس عليه ، وإنما ذكرناه للفائدة .

تنبيه :

      لقد ورد ذكر " الكاف " في حروف الجر ، وقد ورد كحرف خطاب ، وورد ضميرا في محل نصب ، ثم عددوا لها مواضع إعرابية كثيرة ، وفي جميع هذه المواضع تكون مضافة إلى ضميرا منفصلا ، ونذكر هنا وروده اسما بمعنى " مثل " وتفيد التشبيه .

     فقد أثبت النحويون مجيء " الكاف " بمعنى " مثل " كغيرها من الأدوات الدائرة بين الحرفية ، والاسمية ، وقد تعرضنا لهذا الموضوع في باب حروف الجر .

وإليك مواضعها الإعرابية مفصلة :

1 ـ تأتي فاعلا .

70 ـ كقول الأعشى :

        أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط      كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

الشاهد قوله : " كالطعن " فالكاف في محل رفع فاعل ، وهي مضاف ، والطعن مضاف إليه .

2 ـ تأتي " الكاف " في محل رفع مبتدأ .

71 ـ كقول أوس بن حجر :

          أبدا كالفراء فوق ذراها     حين يطوي المسامع الصدار

ومنه قول المتنبي :

        أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها      كالمسك من أردانها يتضوع

الشاهد في البيتين السابقين قول الأول : " كالفراء " ، وقول الثاني : " كالمسك " ، فالكاف في كل من الكلمتين في محل رفع مبتدأ ، والفراء ، والمسك في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي في محل رفع اسم كان .

72 ـ كقول جميل بثينة :

         لو كان في قلبي كقدر قلامة      حبا لغيرك ما أتتك رسائلي

الشاهد قوله : " كقدر " ، فالكاف في محل رفع اسم كان ، وقد مضاف إليه .

4 ـ في محل نصب خبر كان .

73 ـ  كقول الفرزدق :

        وكنت كفاقئ عينيه عمدا     فأصبح ما يضيء له نهار

الشاهد قوله : " كفاقئ " ، فالكاف في محل نصب خبر كان ، وفاقئ مضاف إليه .

5 ـ تأتي مفعولا به .

74 ـ كقول النابغة الذبياني :

       لا يبرمون إذا ما الأفق جلله     برد الشتاء من الأمحال كالأدم

الشاهد قوله : " كالأدم " فالكاف في محل نصب مفعول به لـ " يبرمون " .

6 ـ وتأتي خبرا لـ " إن " .

كقول مسكين الدارمي :

       أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له     كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فالكاف في " كساع " في محل رفع خبر إن ، وساع في محل جر بالإضافة .

7 ـ وتأتي مجرورة بحر الجر .

76 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

       بكاللقوة الشعواء جلت فلم أكن     لأولع إلا بالكمي المقنع

الكاف في قوله " بكاللقوة " في محل جر بالباء ، وهي مضاف ، واللقوة مضاف إليه .

8 ـ وتأتي في محل جر مضافا إليه .

77 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

        تيم القلبَ حبُ كالبدر لا بل     فاق حسنا من تيم القلب حبا

الكاف في قوله " كالبدر " في محل جر مضاف إليه للحب ، وهي مضاف ، والبدر مضاف إليه .

9 ـ تأتي صفة .

78 ـ كقول امرئ القيس :

      وليل كموج البحر أرخى سدوله     عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

الشاهد قوله : " كموج " فالكاف في محل جر صفة لليل ، وهي مضاف ، وليل مضاف إليه .

10 ـ وتأتي الكاف بمعنى " مثل " نائبة عن المفعول المطلق ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف .

79 ـ كقول جرير :

       من سد مطلع النفاق عليكم     أم من يصول كصولة الحجاج

الكاف في قوله : " كصولة " إما نائبة عن المفعول المطلق ، والتقدير : يصول صولا مثل صولة الحجاج ، فحذف المفعول المطلق ، وأناب عنه نائبه ، أو هي صفة له (1) .

ثانيا ـ التاء : ذكرنا في باب الضمائر أن الكاف ، والتاء إذا اتصلتا بالفعل ، أو اتصلت إحداها به كانت ضميرا متصلا للمخاطب .

نحو : أكرمتك ، وأكرمت محمدا ، وأكرمك عليٌّ .

ثم ذكرنا أن التاء ، والكاف حرفا خطاب ، أما الكاف ففصلنا فيها القول أنفا ، وأما التاء فهي حرف خطاب إذا لحقت الضمير المنفصل المرفوع .

نحو : أنت كريم ، وأنتِ مهذبة .

فالتاء في " أنتَ " ، و " أنتِ " حرف خطاب ، و" أن " هو الضمير ، وهذا مذهب

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 .

 

جمهور النحاة . أما بعض النحويين كالفراء يرى أن مجموع الكلمة " أنت " هو الضمير (1) .

وكذلك الحال في " أنتما ، وأنتم ، وأنتن " ، فـ " أن " هو الضمير ، والتاء حرف خطاب ، والميم زائدة للدلالة على التثنية في أنتما ، وعلى الجمع في أنتم  ، والنون في أنتن حرف زائد للدلالة على النسوة .

 

ثالثا ـ حرف الإنكار : حرف من حروف المد ، كالزيادة اللاحقة للندبة ، ويأتي على معنيين :

1 ـ أن تنكر وجود ما ذكر وجوده ، وتبطله ، كرجل قال : أتاك زيد ، وزيد ممتنع أتيانه فينكر لبطلانه عنده .

2 ـ أن تنكر أن يكون على خلاف ما ذكر . كقولك : أتاك زيد ، فتنكر سؤاله عن ذلك ، وزيد من عادته أن يأتيه .

ومن أمثلة ماسبق أن نقول : أزيدنيه . دون أن نفصل بين الاسم وبين حرف الإنكار بفاصل . ومن العرب من يفصل بين الاسم وحرف الإنكار بفاصل .

نحو قولهم : أزيدانيه . فقد زيدت " إن " بين حرف المد ، وبين الحرف الأخير من الاسم .

ويتبع حرف الإنكار حركة الحرف الأخير من الاسم الذي يلحقه ، فإذا كانت حركة الحرف الأخير من الاسم مضمومة ، ولم يفصل بينه وبين حرف الإنكار بفاصل كانت الزيادة واوا . نحو : قولهم : في جواب من قال : هذا عمر منكرا إياه " أعمروه " . 

وإن كان مفتوحا كانت الزيادة ألفا . نحو قولهم : في جواب من قال :  رأيت سلمان " أسلماناه " .  ــــــــــــــــــــــــ

2 ـ الجنى الداني ص 58 ، ورصف المباني ص 245 ،

وشرح المفصل لابن يعش ج 7  ص 126 .

 

       وإن كان مكسورا كانت الزيادة ياء . نحو قولهم : في جواب من قال : مررت  بحذام : أحذاميه .

وكل ما سبق شبيه بزيادة الندبه ، كما هو الحال في الاسم المندوب .

      أما إذا كان الحرف الأخير من الاسم ساكنا قدرت الزيادة ساكنة ، ثم كسر الساكن الأول لالتقاء الساكنين ، وجعلت ما قبل الزيادة ياء من جني الكسرة .

نحو : قولك في جواب من قال : هذا زيدا : أزيدنيه ، فالدال مضمومة محكية ، وحركتها إعراب ، والتنوين متحرك بالكسر ، وحركتها بناء لالتقاء الساكنين (1) .

      ويكون حرف الإنكار في آخر الكلام ومنتهاه ، لذلك يقع بعد المعطوف .

نحو : قولك : مجيبا لمن قال : لقيت زيدا وعمرا : أزيدا وعمرنيه .

فقد أسقط حرف الإنكار من المعطوف عليه ، ولحق المعطوف ، لأنه آخر الكلام ، مع كسر التنوين لسكون المد بعده ، وتجعل حرف الإنكار " ياء " لانكسار ما قبله .

ويقع بعد الضمة . نحو : أزيدا الطويلاه ، جوابا لمن قال : ضربت زيدا الطويل .

ويقع بعد المفعول به . نحو : أضربت عمراه . جوابا لمن قال : ضربت عمر .

ومن الأمثلة السابقة يتضح أن حرف الإنكار ( حرف المد ) لا يلحق إلا آخر الكلام ، فإذا كان آخر الكلام صفة لحقها ، ولم يلحق الموصوف ، وإذا كان معطوفا لحقه ، ولم يلحق المعطوف عليه ، وكذلك إذا كان أخر الكلام مفعولا به لحقه ولم يلحق الفاعل ولو كان اسما ظاهرا .

 

رابعا ـ تاء التأنيث الساكنة :

       حرف يختص بالدخول على الفعل الماضي لفظا ، سواء أكان في المعنى مستقبلا ، أم لم يكن ، فتدل على تأنيث فاعله ، إما حقيقة ، أة مجازا .

مثال دخولها على الماضي مع عدم دلالته على المستقبل ، والفاعل مؤنثا حقيقيا : قامت فاطمة  .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ شرح المفصل ج 9 ص 51 .  

 

169 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران }1 .

ومثال الفاعل المؤنث مجازيا : طلعت الشمس .

ومثال دخولها على الفعل الماضي الدال على المستقبل : إن قامت هند قمت .

ومتى طلعت الشمس يحل الدفء .

ومنه قوله تعالى : { علمت نفس ما قدمت }2 .

* وتاء التأنيث الساكنة حرف بالإجماع سواء تقدمت على الاسم المؤنث ، نحو : نجحت مريم . أو تأخرت عنه ، نحو : عائشة وصلت .

والدليل على حرفيتها عند تأخيرها عن الاسم بروز ضمير التثنية " الألف " معها فنقول : الطالبتان قامتا . ولو كانت ضميرا لما اجتمعت مع ضمير ألف الاثنين .

* ولا تكون تاء التأنيث إلا ساكنة وصلا ، ووقفا . نحو : قامت هند ، وسعاد جلست . إلا إذا تلاها ساكن حركت بالكسر لالتقاء الساكنين . نحو : قامت المرأة .

كما تحرك بالفتح إذا لحقها ألف الاثنين . نحو : المرأتان قامتا .

* وحركتا الكسر ، والفتح في تاء التأنيث ليسا أصلا ، وإنما حركتان عارضتان ، الأولى : أوجدها التقاء الساكنين ، والثانية : أوجدها ضمير ألف الاثنين ، والأصل التسكين .

* وإذا لحقت تاء التأنيث الاسم ، فلا تكون ساكنة ، بل تكون متحركة في آخر الاسم أبدا ، وتأتي لمعان كثيرة ، نذكر منها ما يعود بالفائدة .

1 ـ للتفريق بين الاسم المذكر ، والمؤنث . نحو : جاء امرؤ ، وجاءت امرأة .

أو للتفريق الصفات المذكرة ، والمؤنثة . نحو : هذا مهندس ، وهذه مهندسة .

أو للتفريق بين المفرد واسم الجمع . نحو : هذه وردة ، وهذا ورد . وهذه تمرة ، وهذا تمر ، وهذه كمأة ، وهذا كمء .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 135 آل عمران . 2 ـ 82 المائدة .

 

وللتفريق بين المفرد والجمع . نحو : رجل جوال ، ورجال جوالة ، وهذا بقّال ، وهؤلاء بقّالة .

2 ـ تأتي لتوكيد الصفة بغرض المبالغة . نحو : نسابة ، للعالم بالنسب .

وعلاّ للعالم بالعلوم المختلفة .

3 ـ تأتي للنسب مفردا . نحو : ثعالبة ، في المنسوبين إلى ثعلب . ومهالبة في المنسوبين إلى مهلب . وتغالبة في المنسوبين إلى تغلب ، فهي في معنى الثعلبيين ، والمهلبيين ، والتغلبيين .

4 ـ وتأتي لتأنيث اللفظ فقط اسما ، أو حرفا ويعرف بالتأنيث اللفظي . نحو : غرفة ، وبسطة .

ونحو : ثُمت ، ورُبت ، وثَمت ، ولعلت .

5 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة ، واسم الهيئة . نحو : جلدته جلدة .

ونحو : جلست جلسة الأمير .

 

خامسا ـ نون التوكيد :

      حرف إما أن يكون ثقيلا " مشددا " ، أو خفيفا ساكنا ، يختص بالدخول على الأفعال بشروط ، ويكون مبنيا لا محل له من الإعراب .

والنون الثقيلة أشد توكيدا للفعل من الخفيفة ، لتكرار النون فيها ، ويبنى الفعل معها على الفتح ، مع توكيده .  نحو : تالله لأساعدن الضعيف .

170 ـ ومنه قوله تعالى : { ليسجننَّ وليكوننْ من الصاغرين}1 . 

* حكم توكيد الأفعال بالنون وشروطها : ـ

أولا ـ الفعل الماضي :

      يمتنع توكيده بالنون مطلقا ، لأنه لا يدل على طلب .

نقول : جاء الرجل راكبا ، ونام الطفل مبكرا . ولا يصح أن نقول : جاءنَّ الرجل ، ولا نامنْ الطفل .

ـــــــــــــــ

1 ـ 32 يوسف .

 

وما ورد منه مؤكدا فلدلالته على الاستقبال في المعنى .

80 ـ كقول الشاعر :

       دامنَّ سعدك إن رحمت متيما      لولاك لم يكُ للصبابة جانحا

      ومنه ما ورد في الحديث عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم :

" فإمّا أدركنَّ واحد منكم الدجال " .

       الشاهد في البيت قوله : " دامنَّ " ، وفي الحديث قوله : " أدركنَّ " ، وكلاهما فعلان ماضيان جاءا مؤكدان بالنون الثقيلة على غير القياس ، والمسوغ لتوكيد الفعل الأول مجيئه مستقبل المعنى ، لأنه يدل على الدعاء ، ومسوغه في الفعل الثاني مجيئه مستقبل المعنى أيضا ، لأنه فعل شرط . والله أعلم .

ثانيا ـ الفعل الأمر :

      جائز التوكيد بالنون إذا استدعى الحال ذلك .

تقول : احفظن الدرس ، واجلسن مؤدبا ، واصبرن على أذى الجار .

وتقول : احفظ الدرس ، واجلس مؤدبا ، واصبر على أذى الجار .

81 ـ ومنه قول الشاعر :

        فيا صاحبي إمّا عرضت فبلغن      بني مازن والريب إلا تلاقيا

ثالثا ـ الفعل المضارع :

      وفي توكيده ثلاثة أحوال : ـ

1 ـ يجب توكيده بالنون ثقيلة ، أو خفيفة بالشروط الآتية :

أ ـ أن يكون جوابا للقسم متصلا بلامه ، غير مفصول عنها بفاصل .

ب ـ أن يكون مثبتا مستقبلا .

ج ـ إلا يتقدم معموله عليه .

نحو : تالله لأكافئنَّ المجتهد .

171 ـ ومنه قوله تعالى : { تالله لأكيدن أصنامكم }1 .

وقوله تعالى : { لنتصدقن ولنكونن من الصالحين }2 .

ومنه قول الشاعر :

       لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى     فما انقادت الآمال إلا لصابر

2 ـ يجوز توكيده بالشروط الآتية :

أ ـ إذا كان مستقبلا .

ب ـ أن يكون مسبوقا بأداة من أدوات الطلب ، وهي :

1 ـ لام الأمر . نحو : ليقولن الحق أو ليصمت ، ويجوز : ليول الحق .

2 ـ لا الناهية . نحو : لا تهملن الواجب .

ومنه قوله تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله }3 .

172 ـ وقوله تعالى : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد }4 .

ومنه قول الشاعر :

       لا تمدحن امرأ حتى تجربه     ولا تذمنه من غير تجريب

ونقول : لا تهمل ، ولا تقول ، ولا يغرك ، ولا تمدح .

3 ـ الاستفهام . نحو : هل تفوزن بالجائزة .

ومنه قوله تعالى : { هل يذهبن كيده ما يغيظ}5 .

ومنه قول الشاعر :

       يا بنت عمي كتاب الله أخرجنى      طوعا وهل أمنعن الله ما فعلا

82 ـ وقول الآخر :

      ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة      بوادي القرى إني إذن لسعيد

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 57 الأنبياء . 2 ـ 75 التوبة .

3 ـ 23 الكهف .

4 ـ 196 آل عمران . 5 ـ 15 الحج .

 

وقول الشاعر :

      أتهجرن خليلا صان عهدكم     وأخلص الود في سر وإعلان

4 ـ التمني . نحو : ليتك تصغينَّ لنصيحتي .

83 ـ ومنه قول الشاعر :

       فليتك يوم الملتقى ترينني      لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم

5 ـ الترجي . نحو : لعلك تصيبن خيرا .

6 ـ العرض : وهو الطلب بلين . نحو : ألا تساعدن المحتاج .

7 ـ الحض ، أو التحضيض : وهو الطلب بعنف وشدة . نحو : هلاَّ تقولن الحق .

84 ـ ومنه قول الشاعر :

       هلاَّ تمنِّنْ بوعد غير مخلفة     كما عهدتك في أيام ذي سلم

ويجوز في الأفعال السابقة عدم التوكيد كما بينا في أول الأمثلة .

ج ـ ويجوز توكيده أيضا إذا وقع الفعل بعد " لا " النافية .

نحو : أحب النشاط ولا أقبلنَّ الكسل .

173 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها }1 .

ومنه قول الشاعر :

       فلا يغرنك ما منت وما وعدت     إن الأماني والأحلام تضليل

د ـ بعد إمَّا الشرطية .

174 ـ نحو : قوله تعالى : { إمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }2 .

وقوله تعالى : { وإمَّا تعرضنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك }3 .

ومنه قول الشاعر :

       فإما ترينني ولي لمة     فإن الحوادث أودى بها

ــــــــــــــــ

1 ـ 16 طه . 2 ـ 200 الأعراف .

3 ـ 28 الإسراء .

للاستزادة من معاني الحروف انقر هنا