اللغة العربية  :: لغة القرآن الكريم

موقع الدكتور / مسعد محمد زياد        رحمة الله
اتصل بنا الكتب السيرة الذاتية الرئيسية

 

الخبــــر

 

       عرفنا أن الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة .

     وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب .

17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 . 

وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه .

ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 .

وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 .

ومنه قول الشاعر :

      وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ     من الحوادث عادى الناس أو طرقا

أحكام الخبر :

       للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي :

1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون .

ـــــــــــــ

1 ـ 150 آل عمران .

2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء .

 

نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط .

ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 .

وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 .

ومنه قول الفرزدق :

     هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا    إذا قام في يوم الحَبان نخيلها

2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا .

نحو : محمد فاضل .

ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 .

ومنه قول الفرزدق :

     جبلي أعز إذا الحروب تكشفت      مما بنى لك والداك وأفضل

وقوله أيضا :

     الضاربون إذا الكتيبة أحجمت      والنازلون غداة كل نزال    

وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة .

وهذا كرسي . وذاك حجر .

      والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما

أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .

نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .

ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

      ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ       فإنما هي إقبال وإدبار

فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غير

ـــــــــــــ

1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة .

3 ـ 120 المائدة .

 

أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما .

وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق .

نحو : القائد أسد . أي شجاع .

ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين .

3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه .

نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون .

18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . 

ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 .

وتذكيره وتأنيثه .

ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة .

ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .

4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه .

5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا .

6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد .

نحو : محمد ذكي فطن .

ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب .

19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4.

وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 .

وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .

ــــــــــــــ

1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة .

3 ـ  13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .

5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة .

 

وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 .

ومنه قول زهير :

     وصاحبي وردة نهد مراكلها      جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك

7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه .

 

أنواع الخبر :

       ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي :

أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر .

نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة .

فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .

5 ـ ومنه قول لبيد :

      وهم ربيع للمجاور فيهم     والمرملات إذا تطاول عامها

وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر .

 وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا .

ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 .

ومنه قوله تعالى (  والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 .

ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون .

ــــــــــــ

1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص .

3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور .

 

ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث .

نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .

وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .

6 ـ ومنه قول طرفة :

       أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه     خشاشٌ كرأس الحية المتوقد

أنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد .

ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .

ومنه قول الفرزدق :

     هما جبلا الله اللذان ذراهما    مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق

ومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 .

ومنه قول الفرزدق :

   هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل      لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف

        ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا .

نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم .

نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي .  

ــــــــــــــ

1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء .

3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران .

 

     كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده .

نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة .

ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه .

فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم .

      ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .

الشاب الشيخ مساعده هو . 

ونحو : الطفل الأم مرضعته هي .

      فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني .

       وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان  الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير .

نحو : المعلم الطالب مكرمه .

       فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

      فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له .

      ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب .

      أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو .

فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس .

نحو : طفل فاطمة مرضعته هي .

غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ،

نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " .

أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " .

ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .

نحو : المعلم الطالب مكرمه هو .

وعند عدم اللبس لا يبرزونه

7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :

         قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت      بكنه ذلك عدنان وقحطان

الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .

وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس .

 

ثانيا ـ الخبر الجملة :

     يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه .

1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء .

فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ  الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ   الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز .

20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 .

وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 .

وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 .

وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 .

8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :

         عيناك دمعهما سَروب     كأن شأنيهما شَعِيب

عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

ومنه قول زهير :

    وجار البيت والرجل المنادي     أمام الحي عَقدُهُما سواءُ

2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه .

والأطفال يلعبون في الحديقة .

ــــــــــــ

1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .

3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة .

 

      العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو .

21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 .

وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 .

وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 .

وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ

9 ـ ومنه قول لبيد :

         إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم     والسن يلمع كالكواكب لامها

والسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

10 ـ ومنه قول عنترة :

      والخيل تقتحم الغبار عوابسا     من بين شيظمة وأجرد شيظم

الخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

 

الرابط في الجملة الواقعة خبرا :

       ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :

ــــــــــــ

1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد .

3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف .

 

1 ـ الضمير :

 وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا .

نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا .

22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .

والتقدير : هي مأواه .

التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار .

2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة .

نحو : عملك هذا مشرّف .

عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة .

ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس .

وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 .

3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو  التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص .

23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 .

ــــــــــــ

1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف .

3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة .

5 ـ 1 القارعة .

 

وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 .

ونحو : الكاذب من الكاذب .

ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 .

وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط .

نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر .

4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه .

نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة .

فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من  " أل " الدالة على الجنس .

ومنه قول ابن ميادة :

      ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر      سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبر

الشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره .

5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها

بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية .

فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها .

ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه .

ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس .

ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته .  

ــــــــــــ

1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة .

 

6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ .

نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر .

ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل .

       فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به .

نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي .

هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول .

ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .

24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 .

        وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين  آخرين هما :

1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس .

على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد .

2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية :

لكن ، وبل ، وحتى .

وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية .

وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة .

والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ .  

ـــــــــــ

1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء .

 

نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك .

كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ .

نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه .

 

ثالثا ـ الخبر شبه الجملة :

      هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه .

1 ـ الخبر الجار والمجرور .

نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق .

25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 .

وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 .

وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 .

11 ـ ومنه قول عنترة :

     عهدي به مَدَّ النهار كأنما      خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم

عهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر .

2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين :

خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات .

والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده .

26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 .

ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 .

ومنه قول عبدة بن الأبرص :

      واهية أو معين ممعن      من هضبة دونها لُهُوب

ـــــــــــــ

1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة .

3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران .

 

دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر .

12 ـ وقول الحارث بن حلزة :

     ومع الجون جونِ آل بني الأو     سِ عنودٌ كأنها دفواء

مع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر .

ومنه قول زهير :

      وخلفها سائق يحدو إذا خشيت      منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا

وخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس .

والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع .

ومنه قول الفرزدق .

      ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ     كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا

ويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة .

      ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار .

والأمانة فضيلة .

ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة .

ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف .

27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 .

وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 .

ومنه قول الفرزدق :

     بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها     وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ

ــــــــــــ

1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد .

بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه .

أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني .

نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع .

      وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك .

نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر .

ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة .

ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا .

نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر .

 

وجوب تقديم الخبر :

     يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية :

1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون .

ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة .

28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 .

وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 .   

ـــــــــــ

1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة .

 

وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 . 

13 ـ ومنه قول الشاعر :

     وفي الناس إن رثت حبالك واصل     وفي الأرض عن دار القلى متحول

29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 .

وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 . 

وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 .

ومنه قول الشاعر :

     عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي    فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا

والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر .

     وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير .

نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر .

ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 .

2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر .

30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 . 

وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 . 

وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 .  

ـــــــــــــ

1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق .

3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن .

5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص .

7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء .

 

3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر .

نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها .

31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 .

14 ـ وقول الشاعر :

      أهابك إجلالا وما بك قدرة     عليّ ولكن ملء عين حبيبها

ووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .

4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما .

نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد .

32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 .

وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 . 

ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله .

 

ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي :

1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4)

وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان .

وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف .

ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان .

فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير .

ــــــــــــــ

1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة .

3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف .

 

2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء .

نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء .

3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة .

نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن .

4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه .

5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى .

نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان .

أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان .

6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ .

33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .

7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى .

نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد .

8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة .

9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة .

نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 .

وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 .

10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا .

نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما .

والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين .

ـــــــــــــ

1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات .

 3 ـ 1 المطففين .

 

11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية .

نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب .

12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل .

نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس .

13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم .

نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية .

ونحن الذين نقوم ببناء الوطن .

ومنه قول المتنبي :

      أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي      وأسمعت كلماتي من به صمم

14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " .

نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم .

15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم .

نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم .

16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية .

نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل .

 

جواز التقديم والتأخير :

1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية .

15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :

      عندي اصطبار وأمّا أنني جزع      يوم النوى فلوجد كاد يبريني

فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى .

       وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .

2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس .

نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة .

فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .

فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما .

 

حذف الخبر :

أولا ـ جواز الحذف :

       يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين :

1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد .

والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر .

2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب .

وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق

16 ـ نحو قول الشاعر :

      نحن بما عندنا وأنت بما      عندك راض والرأي مختلف

فنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون .

3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف .

نحو : محمد مجتهد وأحمد .

والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه .

34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 .

 والتقدير : وظلها كذلك .

 

ثانيا ـ وجوب الحذف :

        يجب حذف الخبر في المواضع التالية :

‍1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم .

نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي .

ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي .

35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 . 

17 ـ ومنه قول معن بن أوس :

         لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل     على أيِّنا تعدو المنية أولُ

ومنه قول زهير :

     لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ     وفي طول المعاشرة التّقالي

ومنه قول امريء القيس :

     لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ     نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد

فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير :

لعمرك قسمي .

      فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ،

جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .

ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي .

ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .

ـــــــــــــ

1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر .

 

2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو

" كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل .

وذلك في موضعين :

أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف .

نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب .

ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 . 

ومنه قول جرير :

    لنا قيس عليك وأيَ يوم     إذا ما احمرَ أجنحة العُقاب

وقوله أيضا :

    منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له    والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُ

وقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 . 

ومنه قول المتنبي :

   وبين الفرع والقدمين نورٌ     يقود بلا أزِمَّتها النياقا

ب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما .

نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل .

ونحو : لوما خالد لما حضرت .

36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 .

18 ـ ومنه قول جرير :

     لولا الحياء لهاجني استعبار     ولزرت قبرك والحبيب يزار 

ـــــــــــ

1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام .

3 ـ 57 الصافات .

 

ومنه قول زهير :

      ولولا عَسْبُهُ لرددتموه      وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار

فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب

ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل .

نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله .

ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان .

فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره .

نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل .

ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة .

3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه .

مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا .

والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه .

ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .

كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته .

والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "

المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .

والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه .

ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة  السابقة ، أو مؤول .

 نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا .

ـــــــــــ

1 ـ 171 النساء .

 

والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة .

كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة .

نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .

ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها :

     خير اقترابي من المولى حليف رضاً     وشر بعدي عنه وهو غضبان

فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ .

أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها .

نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد .

4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " .

نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله .

والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان .

37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 . 

قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم :

كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون .

ويقول العكبري : " وما تعبدون "  الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "

إذ لا فعل هنا .

وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته .

    فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر .

ــــــــــــ

1 ـ 161 ، 162 الصافات .

 

كقول الشاعر :

     تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى     وكل امرئ والموت يلتقيان

 

فوائد وتنبيهات :

 

1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة .

نحو : محمد فاضل .

       وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا .

نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا .

الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة .

ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 .

السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي :

            " أنا أبو النجم وشعري شعري "

وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2)

2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا .

نحو : سلام عليكم .

ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 . 

وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 . 

ــــــــــ

1 ـ 56 الواقعة .

 2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ،

وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 .

3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل .

 

وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 .

 

3 ـ تعدد الخبر :

      الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر .

نحو : محمد شاعر كاتب قاص .

محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ .

ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 .

هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو "

ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 .

ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 . 

ومنه قول الأعشى :

   غراء فرعاء مصقول عوارضها      تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِل

غراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي .

ومنه قول الآخر بلا نسبة :

        من يك ذا بت فهذا بتي      مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي

19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :

      ينام بإحدى مقلتيه ويتقي     بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .

       وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .

وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير .

وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك .

ـــــــــــ

1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .

3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة  .

 

ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه .

4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة .

نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 .

فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة .

ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 .

5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا .

38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 .

وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 .

فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد .

وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر .

6 ـ اقتران الخبر بالفاء

        إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية :

1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة .

أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل

الشرط .  

ــــــــــــ

1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .

3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر .

 

ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية :

نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد .

ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .

أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا .

نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة .

ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .

ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 .

ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا .

نحو : طالب يجتهد فناجح .

ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة .

ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا .

ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 .

7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ .

      ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره .

1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع :

أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر :

نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 .

ــــــــــــ

1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .

3 ـ 111 البقرة .

 

فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية .

والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع   الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع .

ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى :

نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 .

هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .

التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى .

ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى :

( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 .

أي : فاجلدوا كل واحد منهم .

2 ـ من حيث التذكير والتأنيث :

يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .

نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 .

هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ .

ربي : خبر مفرد مذكر .

غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .

التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،

والتقدير : هذا المرئي .

ـــــــــــ

1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور . 

3 ـ 78 الأنعام .

 

وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة .

وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك .

وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث .

ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 .

فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان .

والتخريج :  أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر .

8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)

نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 .

فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ

قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر .

9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو  الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف :

كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف .

كقول جميل بثينة :

        فإن يك جثماني بأرض سواكم      فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُ

الشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن

ـــــــــــــ

1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .

3 ـ 197 البقرة .

 يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه .

10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا .

نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء .

     وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا .

كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي :

أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت .

نحو : نحن في يوم شديد الحرارة .

أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان .

أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .

وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " .

ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية  فقط .

ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا .

نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف .

ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء .

ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا .

نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا .

والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا .

11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا :

أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع  خبر .

نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . .

والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ .

ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر .

نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم .

ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن    ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب .

نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم .

وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع .

ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به .

د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ،   ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه .

نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا .

برفع جانبا ونصبها .

ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما .

ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك .

برفع ، أو نصب ناحية .

12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم .

ونحو : حديثي : احذروا العملاء .

يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان :

الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول .

والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1)

وهذا ما يعرف بالجملة المحكية .

وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .

كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب :

( قل هو الله أحد ) آية قرآنية .

فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ .

وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبط

شرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره . 

ــــــــــــ

1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 .

 

نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي .

ونحو : سر من رأى مدينة عراقية .

12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور .

نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 .

13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا .

نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 .

لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " .

ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 . 

ومنه قول الشاعر :

     جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين     وإذا أتاك فلات حين مناص

وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا .

14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا .

نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 .

الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .

وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة

كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟ 

وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟ 

   والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .

ــــــــــــــ

1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران .

3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف .

 

كما في قول الشاعر :

     ألا أيهذا المنزل الدارس الذي    كأنك لم يعهد بك الحي عاهد

فجملة التشبيه " كان وما بعدها " جاءت صلة لاسم الموصول لا محل لها من الإعراب ، واسم الموصول في محل رفع صفة لمنزل .

أما في الآية السابقة فلا يكون الذي إلا مبتدأ والجملة الفعلية بعدة صلة لا محل   لها ، وجملة التشبيه هي الخبر والله أعلم .

15 ـ ويصح وقوع الجملة الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو قوله تعالى :

 ( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) 1 . 

الذين : مبتدأ ، وكذبوا صلته ، وحبطت أعمالهم في محل رفع خبر .

ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون ، وحبط أعمالهم كما يذكر العكبري (2) .

ومنه قوله تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )3. 

الذين : مبتدأ وهو اسم موصول تضمن معنى الشرط لذلك دخلت الفاء على خبر : " فبشرهم " .

16 ـ عرفنا فيما سبق أنواع الرابط في الخبر الجملة ، وأن هذا الرابط من شروطه أن يكون موجودا في الجملة . غير أنه قد يحذف في بعض الأحيان .

نحو قوله تعالى :

( أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ) 4 .

فقد أجاز أبو حيان والعكبري : أن يكون " المؤمنون " مبتدأ أول ، كل مبتدأ ثان ، وأمن بالله خبر

ـــــــــــــ

1 ـ 147 الأعراف .

2 ـ إعراب ما من به الرحمن ج1 ص 158 .

3 ـ 34 التوبة . 4 ـ 285 البقرة .

 

 المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف .

التقدير : كل منهم . كقولهم : السمن منوان بدرهم . (1)

ومنه قوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) 2 . 

فالذين مبتدأ أول ، وجزاء مبتدأ ثان ، وبمثلها خبر المبتدأ الثاني ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف تقديره : منهم . ومنه قوله تعالى :

 ( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) 3 . 

الخبر : عن ربك لغفور رحيم ، والرابط محذوف تقديره : لهم .

17 ـ يمكن الفصل بين المبتدأ والخبر .

كما في قوله تعالى : ( وهم بالآخرة هم يوقنون ) 4 . 

هم : مبتدأ ، وخبره : يوقنون ، وبالآخرة متعلق به ، ولما فصل بين المبتدأ والخبر بمتعلق الخبر أعيد المبتدأ ثانيا ليتصل بخبره في الصورة .

ومنه قوله تعالى : ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) 5 . ومنه قوله تعالى :

( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) 6 .

الذين مبتدأ ، وقيل خبره " ما لهم من الله من عاصم " وقد فصل بينهما بجملتين ،

والصحيح جوازه ، ومنعوا الاعتراض بثلاث جمل أو بأربع .

ــــــــــــــ

1 ـ البحر المحيط ج2 ص364 ، والعكبري ج1 ص68 .

2 ـ 17 ـ الإسراء . 3 ـ 153 الأعراف .

4 ـ 4 ـ لقمان . 5 ـ 5 النمل .

 6 ـ 27 ـ يونس .

 

18 ـ قد يجر المبتدأ بحر جر زائد " الباء ومن " ، أو شبه الزائد " رب " ، فيكون المبتدأ مجرورا لفظا مرفوعا محلا .

نحو : بحسبك لقمة تقيم أودك .

39 ـ ونحو قوله تعالى : ( وهل من خالق غير الله ) 1 .

ومنه قول الشاعر :

      بحسبك في القوم أن يعلموا      بأنك فيهم غني مُضِر

وتزاد من مع المبتدأ بشرطين :

أ ـ أن يتقدمها نفي ، أو استفهام بهل .

2 ـ أن يكون مدخولها نكرة .

20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :

        وقفت فيها أصيلا كي أسائلها      عيّت جوابا وما بالربع من أحد

الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا .

ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .

أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط .

        وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون   مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا .

مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس :

ألا رب يوم صالح لك منهما      ولا سيما يوم بدارة جلجل

ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري :

     رب من أنضجت غيظا قلبه     قد تمني لي موتا لم يُطَع

ــــــــــ

1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف .

 

ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد :

     " يا رب هيجا هي خير من دمعة "

ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة :

       يا ربّ قائلة غدا      يا لهف أم معاويهْ

       يا ربّ باكية غدا      في الباكيات وباكه

19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب .

والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب .

20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1)

نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا .

       وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .

فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى :

( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 .

وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 .

ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4. 

ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى :

( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 .

ــــــــــــــ

1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .

2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة .

4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور .

 

ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء .

نحو قول زينب بنت الطرية :

      يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما      وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم .

وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .

نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 .

وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 .

ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها .

نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 .

ومنه قول الشاعر :

       فو الله ما فارقتكم قاليا لكم      ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون

21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية :

الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور .

الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر .

الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .

قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا .

الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم .

جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل .

ــــــــــــ

1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة .

3 ـ 38 البقرة .

 

نماذج من الإعراب 

 

17 ـ قال تعالى : ( الله مولاكم ) .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .

مولاكم : خبر مرفوع بالضمة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر

مضاف إليه .

 

18 ـ قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . 

الم : كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذه الم . وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه :

1 ـ الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله .

2 ـ النصب ، وفيه وجهان : أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك : الله لأفعلن ، والتقدير : التزمت الله .

ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره : أتل الم .

3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1) . 

ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح .

الكتاب : خبر لاسم الإشارة ، وهو أولى من جعله بدلا منها ، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة ، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة .

ــــــــــــ

1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 10 ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي .

 

لا ريب فيه : لا نافية للجنس ، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .

وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني ، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول .

 

19 ـ قال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) .

وهو : الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

الغفور : خبر مرفوع بالضمة ، وما بعدها أخبار أيضا .

 

5 ـ ومنه قول لبيد :

      وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ     والمرملات إذا تطاول عامها

وهم : الواو حرف عطف ، وهم ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ ، وحرك بالضم لضرورة الشعر .

ربيع : خبر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها .

للمجاور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع .

فيهم : جار ومجرور متعلقان بمجاور ، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر .

والمرملات : الواو حرف عطف ، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله .

إذا : ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب .

تطاول : فعل ماض مبني على الفتح .

عامها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .

6 ـ ومنه قول طرفة :

       أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه     خشاشٌ كرأس الحية المتوقد

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

الرجل : الرجل خير مرفوع بالضمة .

الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية .

تعرفونه : تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به .

وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

خشاش : مبتدأ ثان للضمير أنا . كرأس : جار ومجرور متعلقان بخشاش ، لنه بمعنى سريع ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش ، ورأس مضاف ، الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

المتوقد : صفة مجرورة لرأس .

 

7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :

         قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت      بكنه ذلك عدنان وقحطان

قومي : مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

ذرا المجد : ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وذرا

مضاف ، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة .

بانوها : بانو خبر المبتدأ الثاني ، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

علمت : علم فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث .

بكنه : جار ومجرور متعلقان بعلمت ، وكنه مضاف ،

ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب .

عدنان : فاعل علمت مرفوع بالضمة . وقحطان معطوف عليه . 

 

20 ـ قال تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم ) .

أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .

مأواهم : مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

جهنم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير .

 

8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :

         عيناك دمعهما سَروب     كأن شأنيهما شَعِيب

عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

دمعهما : دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

سرب : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .

وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

كأن : حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

شأنيهما : اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشأني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم والألف دلالة على التثنية .

شعيب : خبر كأن مرفوع بالضمة . 

وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول .

 

21 ـ قال تعالى : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) .

أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .

ينالهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة ينالهم في محل رفع خبر .

نصيبهم : فاعل مرفوع بالضمة ، ونصيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 

من العذاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب .

 

9 ـ ومنه قول لبيد :

         إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم     والسن يلمع كالكواكب لامها

إن يفزعوا : إن حرف شرط جازم ، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي .

تلق : بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .

المغافر : نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا ، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .

عندهم : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه .

وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية .

والسن : الواو حرف عطف ، السن معطوف على المغافر ، فيجوز في الرفع والنصب مثله .

يلمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

كالكواكب : جار ومجرور متعلقان بيلمع .

لامها : فاعل يلمع مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يلمع ، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو ، والتقدير لام جماعتها .

ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن ، والعائد هو الضمير أيضا ، ويكون عائدا عليها للملابسة .

 

10 ـ ومنه قول عنترة :

         والخيل تقتحم الخَبار عوابسا     من بين شيظمة وأجرد شيظم

والخيل : الواو للاستئناف ، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة .

تقتحم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل .

الغبار : مفعول به منصوب بالفتحة .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ز

وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .

عوابسا : حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف .

من بين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر ، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له ، وبين مضاف ،

شيظمة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو صفة لموصوف مجرور .

وأجرد : معطوف على شيظمة مجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا .

شيظم : صفة ثانية لموصوف محذوف .

 

22 ـ قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .

وأما : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا .

اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

خاف : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :

هو . مقام : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وربه مضاف إليه ،

ورب ، مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها .

ونهى النفس عن الهوى : عطف على ما قبلها .

فإن : الفاء واقعة في جواب أمّأ ، وإن حرف توكيد ونصب .

الجنة : اسم إن منصوب بالفتحة .

هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

المأوى : خبر المبتدأ هي ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن ، والرابط الضمير المستتر ، والتقدير : هي المأوى . وقيل : هي مأواه ، والألف واللام عوض عن المحذوف (1)

 

23ـ قال تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) .

فأصحاب : الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج

الثلاثة ، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان ، والمقصود بالاستفهام التعظيم .

ــــــــــ

1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص 799 .

 

 وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها .

أصحاب الميمنة : أصحاب خبر المبتدأ الثاني ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور .

وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير .

 

24 ـ قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) .

فإذا : الفاء رابطة ، وإذا فجائية ، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد .

هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

شاخصة أبصار : شاخصة خبر هي ، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة ، وأبصار مضاف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .

كفروا : فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

 

25 ـ قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) .

الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .

لله : جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام ، لأن الأصل " الله " بلامين ، ثم دخلت لام الملك ، وتسمى أيضا لام التحقيق ، بمعنى استق الله الحمد ، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف ، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه ، لأن الأصل " لاه " (1) ،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية .

رب : صفة لله ، أو بدل منه ، ورب مضاف ،

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء ، والتقدير : يا رب العالمين ، ويجوز رفعه على الخبرية ، والتقدير : هو رب العالمين (2) .

وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره : أعني ،

وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها ، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3) .

 

11 ـ ومنه قول عنترة :

     عهدي به مَدَّ النهار كأنما      خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم

 عهدي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من إضافة المصدر لفاعله . 

به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .

وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع

ــــــــــــ

1 ـ إعراب ثلاثين سورة ص 21 .

2 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 68 .

3 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 21 .

 

المفعول به ، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1) .

مد النهار : مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر ، على نحو قوله تعالى : ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق . ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر . ومد مضاف ، والنهار مضاف إليه .

كأنما : كافة ومكفوفة .

خضب : فعل ماض مبني للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة .

ورأسه : الواو عاطفة ، ورأس عطف على البنان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

بالعظلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب .

وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء ، والعامل فيه المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا .

والجملة الاسمية : عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، وذلك بالإعراض عما قبل البيت .

 

26 ـ قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) .

وعنده : الواو حرف استئناف ، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه . مفاتح الغيب : مفاتح مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والغيب مضاف إليه مجرور . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ــــــــــــ

1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال معلقة عنترة ص 98 .

 

12 ـ وقول الحارث بن حلزة :

          ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو     سِ عنودٌ كأنها دفواء

ومع الجون : الواو حرف استئناف ، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، ومع مضاف ، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة .

جون آل : جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، وهو بدل كل من كل ، وجون مضاف ، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وآل مضاف ،

بني الأوس : بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة .

عنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب  مستأنفة .

كأنها : كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

دفواء : خبر :كأن مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود .

 

27 ـ ومنه قوله تعالى : ( والركب أسفل منكم ) .

والركب : الواو واو الحال ، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة .

أسفلَ : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره : استقر ، أو

مستقر ، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا ، ولكن بحسب المعنى ، وقال ابن مالك متعلق بكائن ، أو استقر . .

منكم : جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه . والجملة الاسمية في محل نصب خال .

 

28 ـ قال تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) .

وعلى أبصارهم : الواو حرف استئناف ، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,

غشاوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

 

13 ـ ومنه قول الشاعر :

     وفي الناس إن رثت حبالك واصل     وفي الأرض عن دار القلى متحول

وفي الناس : الواو حسب ما قبلها ، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

إن رثت : حرف شرط جازم لفعلين ، رثت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وهو في محل جزم فعل الشرط .

حبالك : حبال فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

واصل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله : في الناس واصل إن رثت حبالك .

وفي الأرض : الواو حرف عطف ، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

عن دار القلى : جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي ، ودار مضاف ، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر . 

متحول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية عطف على ما قبلها .

  

29 ـ قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) .

ولدينا : الواو حرف عطف ، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها .

 

30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) .

أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل  رفع خبر مقدم .

شركائي : مبتدأ مؤخر ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف

إليه .

 

31 ـ قال تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) .

أم : منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة .

على قلوب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

أقفالها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وأقفال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف

 إليه .

 

14 ـ وقول الشاعر :

      أهابك إجلالا وما بك قدرة     عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها

 أهابك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره :

أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .

وما بك : الواو للحال ، وما نافية تميمية لا عمل لها ، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

قدرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

عليّ : جار ومجرور متعلقان بقدرة ، أو بمحذوف نعت لها .

ولكن : الواو للاستئناف ، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له .

ملء عينٍ : ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وعين مضاف إليه .

حبيبها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .

 

32 ـ قال تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ ) .

ما : نافية لا عمل لها .

على الرسول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

إلا : أداة حصر ل لا عمل لها .

البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

 

33 ـ قال تعالى : ( قل هو الله أحد ) .

قل : فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، يعود على محمد .

وفي إعراب : " هو الله أحد " وجوه نذكرها :

1 ـ هو : ضمير الشأن مبتدأ ، لأنه موضع تعظيم ، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له ، والله مبتدأ ثان ، وأحد خبره ، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1) .

2 ـ هو : ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، والله مبتدأ ، وأحد خبره .

3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره .

أحد : بدل من لفظ الجلالة . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : هو الله ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو .

وقال أبن خالويه : هو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره ، وأحد بدل من الله (2)

وقال صاحب مشكل إعراب القرآن :

هو : ابتداء ، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر .

الله : مبتدأ ثان . أحد : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر عن المبتدأ هو ،

والتقدير : قل يا محمد : الحديث الحق الله أحد (3) .

 

15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :

      عندي اصطبار وأمّا أنني جزع      يوم النوى فلوجد كاد يبريني

عندي : ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

اصطبار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

وأمّا : الواو للاستئناف ، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد .

أنني : أنني أن حرف توكيد ونص ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها .

جزع : خبر أن مرفوع بالضمة .

والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ .

وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية . 

يوم النوى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع ، وهو مضاف ، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ــــــــــ

1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 297 .

2 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 228 .

3 ـ مشكل أعراب القرآن ج2 ص 852 .

 

فلوجد : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها .

كاد : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو .

يبريني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والنون حرف وقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد .

وجملة كاد في محل جر صفة لوجد .

 

16 ـ نحو قول الشاعر :

          نحن بما عندنا وأنت بما      عندك راض والرأي مختلف

 نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : نحن راضون .

بما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .

عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

وأنت : الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

بما : جار ومجرور متعلقان براض الآتي .

عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة ، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .

راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض ، والجملة عطف على ما قبلها .  

والرأي مختلف : الواو للاستئناف ، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومختلف خبره مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

 

34 ـ قال تعالى : ( أكلها دائم وظلها ) .

أكلها : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

دائم : خبر مرفوع بالضمة .

وظلها : الو حرف عطف ، وظل مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي : دائم .

 

35 ـ قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) . 

لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا ، تقديره قسمي ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

إنهم : إن واسمها في محل نصب .

لفي سكرتهم : اللام المزحلقة ، في حرف جر ، وسكرتهم اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون ، وسكرة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

يعمهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم .

وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية .

 

17 ـ ومنه قول معن بن أوس :

         لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل     على أيِّنا تعدو المنية أولُ

لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .

ما أدري : ما نافية لا عمل لها ، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .

وإني : الواو واو الحال ، وإن واسمها في محل نصب .

لأوجل : اللام هي المزحلقة ، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

على أيّنا : على حرف جر ، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي ، وأي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

تعدو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .

المنية : فاعل تعدو مرفوع بالضمة ، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري . 

أولُ : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله تعدو .

 

36 ـ قال تعالى : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) .

ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا حرف امتناع لوجود .

نعمة ربي : نعمة مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، وربي مضاف إليه مجرور .

والخبر محذوف وجوبا بعد لولا ، والتقدير : موجودة .

لكنت : اللام واقعة في جواب لولا ، وكنت : كان الناسخة ، واسمها ضمير متصل في محل رفع .

من المحضرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .

 

18 ـ ومنه قول جرير :

          لولا الحياء لهاجني استعبار     ولزرت قبرك والحبيب يزار

لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .

الحياء : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود .

والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

لهاجني : اللام واقعة في جواب الشرط ، هاج فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية : والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

استعبار : فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .

ولزرت : الواو حرف عطف ، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها .

قبرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وقبر مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف

إليه .

والحبيب يزار : الواو للاستئناف ، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة .

يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ .

وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية .

 

37 ـ قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) . 

فإنكم : الفاء تعليلية ، وإن واسمها ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

وما تعبدون : الواو واو المعية ، وما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن : والمعنى : إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها .

تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل .

ما أنتم : ما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها .

عليه : جار ومجرور متعلقان بقانتين .

بقانتين : الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا .

ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن ، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن .

 

19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :

      ينام بإحدى مقلتيه ويتقي     بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .

ينام : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :

هو . بإحدى : جار ومجرور متعلقان بينام ، وإحدى مضاف ،

مقلتيه : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ومقلتي مضاف ، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه ، وحذفت النون للإضافة .

ويتقي : الواو حرف عطف ، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .

والجملة معطوفة على جملة ينام .

بأخرى : جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف .

المنايا : مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

فهو : الفاء إما زائدة ، أو للاستئناف ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

يقظان : خبر مرفوع بالضمة ، ونائم ، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات ، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان .

 

38 ـ قال تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) .

فاستفتهم : يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة ،

واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .

أهم : الهمزة للاستفهام ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

أشد : خبر مرفوع بالضمة .

خلقا : تمييز منصوب بالفتحة .

أم من : أم حرف عطف مبني على السكون ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم .

خلقنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

 

39 ـ قال تعالى : ( هل من خالق غير الله ) .

هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

من خالق : من حرف جر زائد ، وخالق مبتدأ ، مجرور لفظا مرفوع محلا .

 غير الله : غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل ، أو منصوب على  الاستثناء ، وخبر خالق محذوف : والتقدير : لكم ، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق ، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال ، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل .

 

20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :

        وقفت فيها أصيلا كي أسائلها      عيّت جوابا وما بالربع من أحد

 وقفت : فعل وفاعل . فيها : جار ومجرور متعلقان بوقفت .

أصيلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والعامل فيه وقفت .

كي أسائلها : كي : حرف مصدري ونصب ، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

عيّت : عيّ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي .

جوابا : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا .

وما : الواو للحال ، وما نافية لا عمل لها .

بالربع : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

من أحد : من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا .

وجملة المبتدأ المؤخر ، وخبره المقدم في محل نصب حال .