اللغة العربية  :: لغة القرآن الكريم

موقع الدكتور / مسعد محمد زياد        رحمة الله
اتصل بنا الكتب السيرة الذاتية الرئيسية

 

الإهداء

حوار مع الزمن

غداً نلتقي

الدموع في مآقي المآذن

كلمات من بقايا العمر

رز بالحليب

لو تعلمين

ميلاد أمة

سامحيني

أتاني شبلكم

زمن الحزن

غنت حروفي

جنية من بلاد الغجر

صرخة الأقصى

تأوه النسيم

أطياف العودة

إلى صديق

شاعر الوجد

انتفاضة الأقصى

شبل الأبطال

لحظة الوداع

 

ديوان

 

حوار مع الزمن

 

الإهــــداء

إلى ولديّ . . .

لؤي وزياد وكل صقور الانتفاضة

في الوطن الجريح فلسطين

                  أبوكم

                  د . مسعد زياد

البداية

 

حوار مع الزمن

زمني يا زمن الشرفاء الأحرار ..

زمن الثوار ..

زمن القهر .. ، ومحق الذات .. ،

المطمورة في جوف القار ..

زمن التاريخ المتعفن ..

في وهج النار .. ‍‍‍

زمن الحمقى .. والبلهاء

زمن الزار ..  

زمن الموتى .. والأقذار ..

زمن الداء المستشري فوق الأقدار ..

داء الفتك بزمن العار ..

زمن اللامحدود هناك ..

عبر وحول الزبد الممتد إلى الأغوار ..

         *  *  *

زمني ..

يا زمنا مصلوبا مع نجمات الليل ..

ينزف عارا ..

يغتال عرائس أحلامي ..

ينزع مني أيامي ..

يسرق حبي ليل نهارْ ..

يحمل كل رفات الليل القاتل ..

في وحل السيل ..

يحزم أدران الحاضر .. ،

والماضي في نهر الويل

يقتل حتى الوهم القادم من رحم الطين ..

يفتك بالأحياء الموتى ..

يغتال حنين ..

هذا الزمن المقهور الميت .. منذ سنين  

هذا الزمن المحروم المنهار .. ،

المتعفن كالتنين ..

يسلب .. يفتك .. يقتل ..

هذا الزمن المجنون .. ‍

زمن الغدر الممتد بجوف الجوف ..

زمن الخوف ..

زمن المتعقب للشرفاء ..

زمن العسكر والعملاء ..

زمن الزيف ..

زمن التسويف .. ، وبيع الطهر ..  

آها .. يا زمني المشدود على الأعواد ..

يا زمنا يُوأد فيه الخير ..

يكفي هراء ..

ماتت أيامي الحبلى بالأحلام ..

مات سلام ..

جاء سلام ..

والزمن الميت لا يحيى ..

رغم الأيام .

      * * *

جدة  1421 هـ

البداية

 

    غــدا نلتقي

سأرحل يوما رفاق الدروب ..

يقولون إني غدا راحل .. !

سأحمل وجدي ..

أخبئ تحت الجفون دموعي ..

على كل كفٍّ سأنقش حُبّي …

سأرسم ذكرى لقاءاتنا ..

هنا .. مع شروق الشروق التقينا ..

هنا .. كنت أعزف شوقي ولحني ..

هناك … هنا ..

وفوق المقاعد ..

وفوق الورود .. وفوق السنا ..

وفي كل شبر زرعت حنيني ..

نثرت الأماني على كل درب ..

وفوق الضلوع نقشت الهنا ..

         *  *  *

يقولون إنِّي غدا راحلُ .. !

سأرحل عنكم كِرامي .. وصحبي ..

سأترك يوما مغاني الهوى ..  

سأرحل عنها .. دروب الهيام ..

عن الأمس .. يوم التقينا ..

سيحرق في القلب منّي النوى ..

سأرحل يوما .. ، وفي خاطري ..

تعمق جرح .. يحطم نفسي ..

يمزق منّي شرايين عهدي ..

يطوق روحي نداء غريب ..

ويملأ وجدي شعاع الوداع ..

يقولون إنّي سأرحل عنكم .. !

ولم يعلموا ..  

بأن الرحيل هو القرب منكم ..

وفي عمق نفسي لقاء جديد ..

وحبّ مع الصبح أنّى وقفتم ..

ويرسم في النفس عهدا وليدْ ..

وأنّى خطوتم .. وأنّى جلستم .. وأنّى رحلتم ..

سيشرق رغم الرحيل الأصيلْ

فتلك الحياة .. لقاء وقرب ..،

وعيش هنيء .. وظل ظليل ..

وتلك الحياة .. فراق .. وبعدٌ ..

وأيام حزن .. ووجد وسهد .. ،  

وليل طويل ..

ورغم الرحيل .. سأبقى لديكم …

صديقا صدوقا .. وخلاّ وفيا ..

ونجما مضيئا .. سأبقى لديكم ..

هنا .. ، أو هناك ..

سأنقش ذكرى لقاءاتنا ..

وفوق الدفاتر .. فوق المقاعد ..

في كل ركن يضم رفاتي …

سأترك يوما لكم ذكرياتي ..

على باقة من ورود الفؤاد

على ريشة من جناح النسيم ...

على هدب عينٍ .. تضم رؤاكم ..

فأحلم أني سأرحل عنكم …  ،

وأطمح أنّا غدا نلتقي .

      *  *  *

   جـدة 1413 هـ

البداية

 

الدموع في مآقي المآذن

  تبكــي المآذن ما أنمى به الخبرُ

                 صبيحة الموت لا يغني له حذرُ

  كم يحرص الناس في دنيا على أجل

               والله يقضي. .  إلى ما خبأ القدر

  تهوى النفـوس بقاء دائما أبــدا

               والموت يدرك من يخشى ويعتبر

  أين المفر بني قومي وقد منيت

               أرض القداسات بطشا طعمه قذِر

  في كــل آونـة يغتال أمـتنا

                  ويهلك الحرث والأحقاد تنتشر  

  في كـل يوم يغالي في جرائمه              

                  فيقتل الأمن والأزهار تنتحـر

  في كــل يوم له أطفالنا قربى

                  في كـل يوم له أشبالنا سُعُر

                    * * *  

  في كل حين له أرض يحرّقها

                 ومنزل ها هنا للهدم ينتظــر

  واليوم ننعى إلى شعبي وأمته

            في المشرقين الذي أفضى به الخبر

  مات الحسيني ما ماتت مآثـره

            هو الشهيد سيبقى الفخر ما فخروا

  ابن الشهيد ورمز المجد في وطن

               في القدس نور وفي أرواحنا أثر

                     * * *

  هو المناضل ما دامت لنا مهــج

              هــو المجاهد ما يحدو بنا غِير

  غالت نداءك في رأد الضحى جهرا

              عصابة الغدر والتشريد كم غدروا

  يا ابن الحسيني يا ابن القدس من حسب

              أكرم به نسبا للقـــدس ينتصر

  خضـت النضال ولا ترجو له ثمنا

              غيــر الكفاح وهذا القيد ينكسر

                 * * *

  كنـت المناضل لا تخشى لشرذمة

                من اليهود نكـالا حين تأتـسر

  كنـت المناضل لا تسعى إلى أمل

                غير البيارق فوق القدس تنتشر

  يبكيك شعبك في الأقصى ويردفـه

               نوح الحمائم أدمى جفنها السهر

  تبكي عليك ربوع الشرق قاطبـة

                 فالنيل ينحب واليرموك يعتصر

                      * * *  

  وفي الشآم نساء خــلت أثكلها

                فقْد الشهيد وتبكي سيفها مضر

  والصبح مكتئب من هول فاجعـة

               والبحر محزون والشمس والقمر

  ابشـر فداؤك شعب ثار منتفضا

             لن يوقف الزحف أو تُحنى له ظُهًر

  وانعم حسيني بالجنات منتصـرا

                فياسر الشعب لم تهدأ له عُصُر

                     * * *  

  قد عاهدوك ونعم العهد ما برموا

                 حتى يحرر بيت المقدس الظُفُر

  وتنجلي غيمة  " الصهيون " عن وطن

                يأبى الركوع وخيل الظلم تندحر

  سقى الإله رياضا أنــت ساكنها

                 فالطل مُغدقها والنبع والمطـر

                      * * *

              جــدة  1422 هـ

البداية

 

كلمات من بقايا العمر

وكبرت يا زمن الزمن …!

ما عدت  تزهو في شرايين الدنا

وغدوت ذكرى للسنين ..

ذكرى جراحات الوطن …

ما عدت تزهو مغردا . . .

كالطير طوّقه الحنين ..

كفراشة تاهت بأحضان الورود ..

ما عدت تجري معربدا …  

كالنهر يا زمن الوجود ..

ما عدت تجري يا زمان العمر ..

في جوف المدى …

ما عدت تضحك في ربيع الوجد …

يا زمنا يكبل قامتي ..

ما عدت زنبقة يداعبها الشباب ..

يقبل ثغرَها شهدُ الندى . .

كالبسمة النشوانة الحرَّى ..

ويقتلها الصدى ..

كالريح كالإعصار .. ما عدت يا زمنا ..  

كالنهر يا زمن الوجود ..

وكبرت يا زمن الزمن … !

وتجعدت وجنات وجهك كالزمن ..

وعلى جبينك هيكل الأيام تحفره المحن ..

وتغيرت كل الملامح …

ما عدت تضحك كالطفولة بين أحضان الجليد ..

ما كنت تولد من جديد ..

ضاعت تراتيل الحزانى .. والثكالى ..

في تجاويف الظلام ..

حتى نهارك لم يعد ذاك النهار ..  

ما عاد بشرى للصغار .. كأنهم في يوم عيد .

ما عدت تشرق بالأمل ..

ما عدت تضحك في وجوه الناس …

يعلوها الركام ..

يا أيها الزمن العنيدُ .. .

قتلت في القلب السلام ..

يا أنت يا زمن الزمان المرتقب …

كانت لنا ذكرى سنينٍ لم تزل ..

أسطورة .. تروي حكايات الحنين إلى الوطن ..

تروي المحن ..

تروي ملامح عشقنا …

تروي حكاية غربتي ..

تروي على مرِّ السنين ..

أنشودة الأطفال مزقها الضياع ..

وبقايا خيمة جدتي ..

ولفافة الشيخ الحزين ..

      *  *  *

ووهنت يا زمن الكآبة .. والحزَن …

وغدوت تجتر الملالة والوسن …

وتنوء من ثقل الحياة وزيفها .. 

تبكي .. تنوح مع الطيور النائحةْ ..

يا أيها الزمن المشرد مثلنا ..

بددت كل الأمنيات ..

ضاعت ليالينا سدى ..

باتت كأفراخ الطيور التائهة …

تروي أساطير الزنابق .. في الجبال الشاهقة ..

تروي حكاية سندباد الأرضِ .. ،

يمخر عبر شريان المدى .. .

ويجوب ردهات السنين …

يا أيها الزمن الحزين … 

إنّي أشاطرك العذاب ..

إني أشاطرك الحنينْ ..

يا أيها الزمن الحزين .. !

        * * *

   جــدة  1421

البداية

 

" رز بالحليب "

  أيضحك دَحْــرَج في ليل أنس 
            
           على الرز المُـطعّـم بالحليب

  وهذي قصـة حدثت قــريبا
                تضـم ثلاثة في بيت طيــب

  أخـوكم مســعد أمسى نديما
              لطالب سالــم عما قريـــب

  وزادهما المدحرج خير صحـب
                فكان الجمع في عقد رحيــب 

  تسامر بعضهم والبعض يهوى

                  قراءة صفحة لابن الخطيـب

  ودارت نكتة في تلو أخــرى
                  ترنح مـن تفكهها العجيـب

  رؤوس أحبتي في ليل أنـس
                 وأكواب تدار على القلــوب

  وكنا قبل أن نسقى ســوادا
                 ملأنا البطـن رزاً بالحليــب

  وصارت قصة يُروى شــذاها
               على أسماعنا رغم الرقيـــب

  ويضحك حين يرويها نبيـــل
              ويذرف مســعد دمع النحيـب

                      * * *               

              1/1/1422 هـ

البداية

 

لو تعلمين

كوني كأنفاس الربيع الهادئة ..

كوني كزهرة ياسمين ..

يا أنت يا قدري المكين ..

لو تعلمين ..

كوني كأحلام الزمان الوادعة ..

كوني زنابق أضلعي ..

ضمأى إلى عبق السنين ..

كوني لأوردتي لهيبا من أوار .. 

كوني جوادا جامحا ..

كوني رسولا .. أو شقاءً .. أو دوار .. !

كوني نوارس شاطئي ..

كوني كأشرعة الحنين ..

يا أنت يا حلم الحياة .. وهاجسي ..

يا أنت يا حدسي .. وتكويني الحزين ..

في داخلي .. في عمق شرياني ..

أراك .. وتهربين ..

كم لي أراك .. وكم لطيفك من مدار ..!

كوني كما شاء اللقاء .. ،  

فلا اعتذار ..

كوني كأمسٍ ماثل اللحظات .. تمنحه السماء ..

كوني كصبح باسم ..

كوني لأيامي نهارْ ..!

قدري .. لأنيَّ مؤمنٌ ..

لا زلت أعشقها جهارْ .. 

        * * *

    جـدة 1415 هـ

البداية

 

ميـلاد أمـة

  الليل خلِّي والنجوم شواعـري            

                 والبدر مزدان لفرط مشاعري

  والناس من حولي كأن قلوبهـم           

                ورد تفتح في لقاء الشاعــر

  يا أيها المـلأ الذيـن تحلقـوا           

                حول الغريب تحلـق المتـآزر

  كفّوا البكـاء فتلكـمُ أحلامنـا        

                تنمي عن الأمل القريب الناضر 

  وأقيموا في درب اللقاء مشاعلي        

                 لتنير هاتيك الـدروب لناظـر

  اليوم جئنا من شتات نفوسنـا         

              وغدا سنبني المجد فوق محاجر

  اليوم . .  نعلن عن هويـة أمـة          

             كادت تبيد فلـولا عـزم القـادر

  اليوم أعلنـا الوجـود . .  لأمـة         

               أمل الشعوب ومنية المتحـاور

  للـه . . درك أمـة . . فياضـة          

               نفديك بالأرواح أُسْـدَ كواسـر 

  نفديك من صلف العـدو وغدره         

               نفديك من محن الزمان القاهـر

  نحن الأسود وأنت ظل عرينـنا   

               كـل الولاء لرمز مجد الياسـر

  والقدس . . عاصمة الخلود لأمـة          

                كانت على الأيام رمز الصابـر

  مسـرى الرسول وملتقى أحبابه        

               رسل الإله ونعم حسن الناصـر

                  * * *  

  نفديك بالأرواح رمــز عروبتي          

               ليـدوم للإســلام عـزّ الغابر

  قد كنــت للإسلام قبلتـه التـي       

              كانت ولا زالـت عرين قسـاور

  يا قدس يا أمل العطاء وملتقـى         

             كـل الشعوب لبائـد وحواضـر

  دومي على مـرّ العصور مصونة       

              من كيد أعدائي وحقـد الغـادر

  يا أيها الشعب الكريـم بطبعــه        

               مُـدُّوا الأيادي للبنـاء العامـر 

  روّت دماء الصّيد في ثكناتهـا           

               خُضْر الروابي فانتشين لعاطـر

  ولنا رفاق في السجون وإنهـم

              عز على الماضي وفيض الخاطر

  لن يستكينوا أو تلـين قناتهـم         

              كانوا دروعاً في اللقـاء الثائـر

  لم ننسهم أبـداً ونحن لنقسـم      

               أن يطلق السجناء رغم الجائـر

  لم ننسهم ما دام قيدي قائمــاً   

              حول المعاصم والسجون مقابري 

  وليهنأ الشهداء يـوم لقائهــم   

               ربَّ الأنـام بجنّـة وحــرائر

  ضــحوا بأرواح الفداء تطوعا          

              حتى تعود القدس حلم الحاضـر

                     * * *

            جـدة 1420 هـ

البداية

 

سامحيني

سامحيني .. غادتي الحسناء ..

إني أغرق ..

نزف ينز من المحاجر .. !

من شرايين أشجاري ..

دماء الحزن أشرعة ..

تبلل جبهتي ..

وأنا .. هناك ..

على رصيف العمر منتظر ..  

وخيلي في بحار الوهم .. ،

حينا أحجمت ..

وعلى ضفاف القلب ..

حينا تحرق .. !

*  *  *

هاتي دواويني وكل دفاتري ..

ما عدت تعنيني ..

أعيديها .. !

وردّي مع دموع الفجر .. الحاني ..

وردّي لي أغاني الطهر التي ماتت ..  

أماتت في تجاويفي ..

سنينٌا .. كنت أنسجها …

خيوطا من شغاف القلب ..

أرسمها لآهاتي ..

وأغسلها بدمع من حشاشاتي ..

وسوط الشوق يلهبني ..

ولكني .. نسيت الوعد …

يوم اغتلت في شفتي ..

بقايا من لقاءاتي ..

وتاهت في بحار الزيف أغنيتي ..  

فبات الحب منتحرا ..

ومات العشق .. والوجد .. ،

ورغم بكائك الواهي ..

جعلت القلب أشرعة ..

ليبحر في بقايانا ..

وفي أعماق أوردتي ..

ويبحث في سديم العمر ..

عن أشلاء أحزاني ..

التي انتحرت ..

وبعتيها بأبخس ما يباع هواي ..  

عند ربيع أزماني ..

سئمتك يا معذبتي .. !

سئمت زماننا الواهي ..

سئمت حنينك المخبوء ..

تحت نزيف أعماقي ..

سئمت خضوع أشواقي

سئمت الزيف والتسويف ..

عند ذريح حرماني ..

فكفّي يا معذبتي .. !

       * *  * 

سأرحل مع رمال الشوق ..

محتسيا لهيب الهجر ..

أبحث في تجاويفي ..

أفتش في خبايا الوجد ..

تحت ركام أوردتي ..

وفي صحراء تكويني ..

عن اللائي تعذبني ..

وتسكن في شراييني .

       *  *  *

      جـدة 1420

البداية

 

أتاني شبلكم

  أتاني شبلكم في يــوم ســعد

  فأعطيت الكتاب . . وكنت جـذلا

  تسلمت الكتاب وكنت أصبـــو

  كما يصبو المحب . . هوى ونبلا

  كتابا رادفا يـــروي نداكــم

  فكان خطابكــم للقلـب نهــلا

  تشاغلني الحياة عــن القوافـي

  ففتق بيتكــم فـي الوجد سيلا 

  منحتَ مودتي لطفـا وحبـــّا

  أضاءا خاطـري صبحـا وليـلا

  ويكفيني أبا الأفضــال أنّــي

  إذا ضــاق السبيل فكنت شُعلا

  تنيــر جوانحي وتغيث نفسـي

  مـن الكـرم الذي ماعـزّ قبـلا

  وآمل أن أنــال رضـى حبيب

  أكن لحبه فــي القلـب وصـلا

               * * *  

  وأبشر يا طويل العمــر منِّـي

  إذا شـاء الإله أجبـت ســُؤلا

  ولطفك يا صديقي عـن قصـور

  فإن خواطري أوجـزن قـــولا

                         * * *        

         جـدة 1242 هـ

البداية

 

زمن الحزن

حزينة أنت كالسنين . . . !

كحزن عالمي التثقيل ..

كحزن ليلنا الطويل ..

كسنبل الحقول لحظة الأصيل …

كوردة الربيع في الصباح ..

كومضة الدماء في العروق ..

حزينة أنت كالدموع ..

حزينة كلمحة البروق ..  

كالريح .. كالدمع .. كالعويل ..

حزينة أنت كالسنين ..

ما عدتِ تضحكين كالندى ..

أو ترقصين كالنسيم في الصَّبا ..

ما عدت تحلمين بالهوى ..

بالعشق كالشذى العليل …

ما عدت تمرحين كالفراش ..

حزينة كداخلي الحزين .. !

حزينة كقطعة الجليد …

تبعثرت من جديد ..

في جوف شريان الوجود ..

            *  *  *

        جـدة 1412                   

البداية

 

غنت حروفي

غنت حروفي . . فهات الناي والوترا

فالورد والطير .. مع سمارنا جهـرا

وللنسيــم على وجنات عاشقتــي

وشم تعــرَّق .. فارتد الهوى خفرا

وفي الفؤاد شمــوع الوجد أشعلها

حبا وشوقا وعرفانا .. لمن حضـرا

عشقي لنبلك عشق الطيـر أطربـه

غصن تمايل . . في الأنداء واختضرا 

وللصحاب الأولى في دربك انصهروا

نورا وفــــكرا وحبا عابقا عطرا

من عمق قلبي أناجيهم فيطــربني

صــوت المودة في أعماقهم وقرا

وهــزَّني الشوق نشوانا بصحبتكم

أجدد العهـــد لا أعصي لكم أمرا

وما حضرت أودع معكــمُ علمــا

بل التــواصل جسر للذي عبــرا 

 أنـرتَ مع صحبك الأبـرار أعيننا

علْما تضـوَّع في الأرجاء وازدهرا

 وصنت للنفـس أخلاقا يعطــرها

 عبق الورود ففاض العطر وانتشرا

 يا حادي الركــب فــي ليل يبلله

  ندى النسيم على الأوداج قد نُشرا

  كم كنتُ أطمح في ليلات سامـرنا

 أن يعبق الشعر فيضا عاطرا نضرا 

فأنشد الليـل للســـمار أغنيــة

وهل يودع نجم في الكــرى قمـرا

            *  *  *

            1418 هـ

البداية

 

جنية من بلاد الغجر

سمعت يا رفاق .. 

من جدتي العجوز …

في سالف الزمن ..

أسطورة السماءْ .. ، 

وخالق الأمم ..

في ليلة قمراء ..

والبدر في سكون .. مسافر .. مهاجرٌ ..

ويحمل الهمومْ .. ويمضغ الألمْ ..  

يضاجع النجومْ .. دونما خجلْ .. !

يساوم الأيام في ردهة المحن ..

رأيته يا رفاقْ ..

يراود الجوزاء .. !

يقول إنها ربيبة الغجر ..

        *  *  *

وجدتي العجوز تقص في عجل …

أسطورة عجيبة .. كأنها الخيال ..

جنية الجبال .. جاءت بلادنا .. !

تحت أهداب الزوال ..  

والناس صائمون ..

والبعض نائمون ..

والشمس في هدوء .. تداعب السماء ..

        *  *  *

يا أيها الرفاق ..

تقول جدتي ..

جنية الغجر .. تبعث الضجر ..

في هدب جفنها جريمة الزنا .. !

والعشق .. والربا ..

تعاقر الخمور ..  

تفوح من بعيد .. من جوف جوفها ..

روائح الدهاء ..

والمكر في العيون ..

والكيد والفجور ..

عجيبة يا رفاق جنية القبور ..

        *  *  *

قي كل تينة .. في جزع نخلة ..

في نبت كرمة .. وحبة من طين ..

عششت في الجذور ..

تضاجع الرجال  

وتنهب الرمال ..

وتسرق الغلال ..

وتنكر القدر ..

وتشهد النجوم ..

أنها عجوزْ .. ربيبة القمر .. !

         * * *

      1413 هـ    

البداية

 

صرخة الأقصى

  تنوح حمـائم الأقصى تنــادى 
                  وينـزف دمعها في كل وادِ

  وتهتـــز المنابــر شاكيات
                  إلى الأحرار ما فعل العوادي

  تنمَّر فـي النهار " بنو يهـود "

                  ودنـس نعلهـا طهر البلاد                                     

  وعاثوا في ربا الأقصى فساداً
                 وبالـت خيلهم فـوق الفؤاد 

  وأسمع بطشـهم آذان قومـي 
                  ولكـنْ لا حياة لمن تنـادي

  تدمَّــرت البيوت ومات طفلي 
                 وشُرِّدت النساء إلى الوهـاد

  تجــرِّف أرضنا في كل يوم 
                  وتقلع إن تشأ شـجر القتاد

  لها فـي كل آونة . . . طريق 
                 وتغلق مسجدي مـع كل ناد

  وتفتك بالشباب . . ولا تبالـي 
                   أيغضب عَـالَم أو لا يعادي 

  وتنهب في الظلام غلال قومي 
                  وتحـرق مهجتي فالظلم باد

  وأي ظلامـة من قتْل طفــل 
                 بريء النفس تسحقه الأيادي

  وأي ظلامـة أزرى بشعــب
               تضيء مساءه نـار الــزناد

  وأي ظلامـة يُسقـى رواهـا
              أشد من الحصار على العبــاد

                       * * *  

  فصبرا . . . يا مآذننا اللواتي
                    أخال لحزنها يبكي فؤادي

  وصبرا . . يا كنائس بيت لحم
                   ويا كل المساجد في بلادي

  فطوبى صرخة الأقصى وطوبى

                  لكل مناضـل ماض العنـاد

  وطوبى للجــريح على وسام
                 سيبقى في الورى رمز الجلاد

                       * * *

            جـدة  1422 هـ   

البداية

 

تأوه النسيم

أخرجيها من الصدف المكنون … ،

من مخبئها .. 

من حمأة الظنون .. ،

من تأوه النسيم تارة .. ،

ومن حدق العيون ..

أخرجيها حقول رمان ..

متى شئت .. ،

وأطياف أمان ..  

لا تخافي ..

فأنا فارس أحلامك المجنون .. ‍

أنت ..

يا من تحملين على الصدر ..

بنفسجات من ظنون ..

أخرجي آهة اللظى .. ،

من محجريها ..

أخرجيها من مسافات العصور ..

اعتقيها .. فإن في فك أسرها ..

إحياءها يوم النشور ..  

إنها بعض التي أهوى ..

فهل بخلت عطاياك الزهور .. ؟

كيف تحجبين ما يشعل النور لقلبي .. ؟

كيف تحرمين النفس .. ‍‍‍‍‍‍،

 من عبق الصدور .. ؟

كيف يقطف الرمان في وقدة القيظ .. ؟

أو تناله سطوة الجسور ..

لا .. لا تقولي :

إن أيامي الخوالي قد تولت ..

فأنا ما زلت فارسك الهصور ..   

أخرجيها من بحرك اللجي ..

من هذى العيون .. من الحريق ..

من كل أبعادك اللاتي يعز رسومها ..

يا أنت يا كل البيادر والحقول ..

يا كل نخلات الأصيل ..

كم هزني شوقي إليك .. ،

وكم تمنيت الوصول ..

هل تقبليني فارسا ..

رغم انكسارات النصول .

         * * *

     جـدة 1420 هـ  

البداية

 

أطياف العودة

اليوم ... ،

أسرجت خيلي .. عائدا ... ،

من أين .. ؟

من جوف المحن . . !

من بؤرة الظلمات .. ! ، والتشريد . . !

من عين الزمن . . !

اليوم ... ،

لملمت أشيائي ... لملمت أبنائي ... ،  

وحزمت أمتعة الزمان بداخلي ...

وحملت أطياف الحزن ..!

وصررت أضلع أمتي .. وشددتها .. !

وشددتها على ظهري ...

على أكتاف أبنائي ... ،

وأحفادي حملناها ..

وعدنا يا رفاق الأمس ..

بعد البؤس ..

بعد الخوف ...

بعد الجوع والحرمان ...!  

أقوى من جبال الوهم ..

أقوى من جليد الظلم ..

أقوى من ردى الأزمان ...!

أقسى يا رفاق الدرب ...

أقسى من عصا الجلاد ...

أعتى من لظى الأحقاد ...

أندى من رؤى الأمجاد .

ففي عمقي هوى بلدي ...

يطاردني ..

يلاحقني هوى وطني ..

 يعذبني نُؤى الأجداد ..

دعوني أكمل التغريد ...

عصفورا على الشريان ...

على تينهْ ... على كرمهْ ...

على زيتونة صمدت مع الأزمان .

دعوني أكمل الإنشاد ...

 عصفورا على " الحيطان " ..

وأمضى العمر محروما ...

ومسلوبا .. ومغصوبا ... 

ومدفونا بلا أكفان ..!  

هنا في السجن أجدادي ... ،

وأحفادي ..

هنا في الليل .. في داري ..

وفي كرمي ..

إلى الأشجار مشدودٌ ...

 مع الأطفال ... والأيتامْ ...

مع الأحلام ... والأنسامْ ..

سنينا من زمان العمرِ ...

قد ضاعت مع الأيامْ ... !  

هنا منفاي في صيدا ..

هنا بيروت تشكوني ..

وفي اليرموك ... في صبرا ..

وتل الزعتر الموءود ... في لبنان .. !

وفي عمان ...في الوحدات ..

في الشريان . .‍،

وفي " عتِّيل " بعض رفات إخواني ... ،

وأبنائي ... ، وأحفادي  ..

زرعناها مع الزيتون ...

 مع أوراق أحزاني ..  

هنا في غزة الثوار ...

في حيفا .. ، وفي يافا ... ،

وفي قدسي التي انجرحت ...

تهوّم كل أطياري ..

لتبقى في عيون الليل ..

رغم الويلِ ...

رغم القهر والحرمان ..

ورغم شراسة السجان ..

ورغم القيد .. رغم السهد والتعذيب ... ،

رغم دناءة القرصان ..  

لتبقى الشاهد الماثل ...

على حبي لكِ بلدي ..

وتجلو دمعة الأحزان .

أيا بلدي ... !

أيا رمز الشذى الفيحان ..

دعيني أكمل الألحان ...

في المنفى ..

وفي السجن ..

وعند عواصف الشطآن ..

سئمت قساوة الأيام ..  

سئمت الضيم والتشريد في المنفى ..

كرهت طلاوة الإحسان ..

وطفلي يائس مثلي ...

 بلا مأوى ..

بلا وجه ...

بلا ثوب ... بلا وجدان .

تعشش في دواخله ..

ضراوة سطوة الإنسان ..! 

أيا بلدي ...

لقد أسرجت راحلتي ..

وها أنذا ألملم حلمي الباقي ... ،

وبعضا من سنين العمر ..

 قد حُفرت على وجهي ..!

سأحملها على راحي ...

على كتفي ..

وفي وجدان أبنائي ... ،

وأحفادي ..

لتدفن في ثرى الأجداد ... 

 إن شاؤوا ... ،

وإن رفضوا ...

لتدفن في عيون الأرض ...

رمز المجد ... رمز الخلد ...

رمز شموخي الباقي .

        ***

    جـدة 1420هـ

البداية

 

إلى صــديق

  يا أيها الصحب الكرام تحيــة     

                  أزجي بها في الأمسيات العاطرةْ

  الليل يهمس باللقـــاء مرحِّبا        

                   والغصن يرقص كالفتاة الماهرةْ

  وصبا النسيم مع النجوم ملامسا     

                  ومدغدغا هذي الوجوه الناضرةْ

  وتدحرجت حُبَبُ النـدى .. ريانة     

                   تروي حكايا من سنين عابـرةْ 

  ويحفـنا نور الإله .. وفضلـه     

                    ويظلنا مَـلك السماء  العامرةْ

  جئــنا نهنئ فارسا .. مترجلا   

                   لا أن نودع .. ذكريات غابـرةْ

  وأرى الوفاء .. مع المحبة أقسما   

                 أن يفرح الخلان ... بابن الزاهرةْ

  لا تعجبوا إن قلت طلقني الخيا ل

                   وعشت فردا .. في حياة قاهرةْ

                        * * * 

  قد كنت أغزل من دموع العيـن

                   أنَّاتي  وأحزان العجوز الخائرةْ

  واليوم ملهمة القصيـد تصـدني   

                  وتشيح عنّي في الليالي الداجرةْ

  لكنني أشتاق للكلم .. الجميــل    

                 وهاج في الأعماق طيف الخاطِرةْ

  لحظات أُنس حــركت في داخلي   

                  ذكرى سنينٍ .. كالثواني العابرةْ

                        * * * 

  هي في شغاف القلب  وجد محرق  

                    مخبوءة تحت القديم وحاضرةْ

  فتفتق النوار ... من وحي الهوى  

               وورود عمري في المغاني الساهرةْ

  والأقحوان مع السنونو . . راقص   

                    طربا يغازل في وفاء سامـرةْ

  وأرى الكرى عن جفن عينيَ ينضوي 

                  لِيَشعَ في الأحشاء صحوة مائرةْ

                         * * * 

  هي صحوة الآتي يحـــن لغابر  

                 من فيضه تشفى النفوس الحائرةْ

  هي صحوة البذل الجزيل وعـزَّة   

                  للمجـد ملهمة الشبـاب القادرةْ

  هي صحوة العلم الرفيع ... بنوره 

                   تزهو العقول النيرات الزاهـرةْ

  يا سعد نجم ... من نجوم سمائنا  

                    ألقى الأمانة للأيادي الطاهـرةْ

                          * * * 

  وأرى أصيحابي الكـرام تعاهدوا   

                  أن يشعلوا درب الدياجي الغادرةْ

  يسمو بهم شرف الكفاح  ويزدهي

                 من نوره  أمل الشبـاب الصابرةْ

  أمـل يلــوح لأمة مهمــومة    

                  تشكو بنيها .. من حياة صاغرةْ

  يا أمتي . . آهٍ لأمّـة عــــزّنا  

               مهد الأولى صنعوا المعالي الفاخرةْ

                         * * * 

  يا أمتي ... طمع الغــزاة بخيرنا      

                    فتكالبوا كوحوش غاب كاسرةْ

  هُبـُّوا إلى دحر الدخيل فإ‎‎‎نـــَّه   

                    يصبو لتمزيق الأماني الزاخرةْ

  ها نحن نحفل بالكريم وصحبــه    

                    أعطى وأجزل .. للعلوم النادرةْ

  جئنا نهنيء جهبذا .. متوشحــا      

                    بعباءة العلـم الرفيع النائـرةْ

                        * * * 

  جئنا نكـرِّم فارسا أوفى العطـا    

                 وبحاره بالعلــم .. فيض زاخرةْ

  فيـض من الخلق الرفيع وعلمُـهُ   

                   وسع البلاد .. بكل فضل جاهرةْ

  هو مشعل من نور فضلك عابـقٌ    

                   يَهدي الضمائر والقلوب النافرةْ

  عتبي على صحبي الكرام فإنهـم  

                   تركوا كريما للظروف الجائـرةْ

                        * * *  

  قد كنت دوما حين يجمعنا الندى     

                   خلا وفيا .. والجوانح شاكـرةْ

  واليـوم أشعر في قرارة خاطري   

                   أن الذي قد كان .. أصبح نادرةْ

  لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة    

                   بـين الأحـبة أو ولائم عامرةْ

  إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى    

                    كالقلب للرئتين .. ينبض هادرةْ

  يا أيها الأجــواد  حسبيَ أننـي  

                قد عشت عمري في الديار العامرةْ

                      * * * 

  استلهـم الإيمـان  من عتباتها                    

                   ويظلني كـرم الإله ونائــرةْ

  يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا   

                   قد كانت الألفاظ عنك .. لقاصرةْ

  وكبا جواد الشعر يخذل همتــي

                  ولربما خـذل الجوادُ مناصِـرَةْ

                    * * *       

              جــدة  1418

البداية

 

شاعر الوجد

  يا شاعر الوجد كم في الليل من وصب

 وأنـة . .  في شغاف القلب .. تختنق

  مع نجمة الليل . . تبكي العين في وله

 وكم . . تغنت قـلوب . . حين تحترق

 وكم . . للمسة حـبٍّ . .  فيك أفزعها

 صوت الوشاة وأنت الراحل .. . القلق

 أبوح بالوجد . .  قد جاءت  تهدهدني

 فمزق القلب . . . أنفاس . . لها عبق

            *   *   * 

 مــن عطرها ترقص الأزهار في دلل

 وتنشـــد الطير .. والأغصان تعتنق

 أعـلل النفس . . فـي ليل يؤرقنـي

  أن التي رحلــت يوما . .  سترتفق !

 عودي إلى عشّك الهادي . . . مغـردة

 عودي إليَّ يكاد القلــب ينصعـــق

  ولّت سنون الصِّـبا . . تجـري معاتبة

 وخامر النفس . . فــي ليلاتها الأرق

             *   *   *

البداية

 

انتفاضة الأقصى

وطني ..

فداؤك كل أبطال الحجارة . . . ؛

كل شبل في بلادي ..

كل أزهار النضارة ..

كل أم أنجبت أطفال مجدٍ .. ،

كل أم زغردت في فجر عيدٍ .. ،

كل أخت ودعت أملا بعهدٍ .. ،

كل شيخ مات في زمن الحقارة . . . !

كل غصن من غصون العمر  . . ، 

يشنق في الخميلة ..

كل جرح فاغر ..

 في راس مئذنة عليلة ..

كل أجراس الكنائس ..

كل أبراج المآذن ..

 غالها جند الرذيلة ..

كل طفل .. قصة الأبطال يرويها بحزنٍ ..

كل بيت هدّه حمق الحضارة .. !

كل أحلام الشباب تمزقت ..

وتبعثرت تحت آلات الدمار ..  

سرقوا بكارة أرضنا ..

داسوا على كنف الطهارة .. !

داسوا طهارة قدسنا ..

كشفوا القبيح من الوجوه اليائسه .. ،

داسوا على نور القيم ..

أين الأمم . . . ؟

أين أنتم يا رفاق الدرب . .

 في زمن العدم .. ؟

أين الهمم . . . ؟

أين صيحات الشعوبِ ..

تثور في وجه المحن . . . ؟  

أين الكرامة .. يا حماة القدس ..

 في هذا الزمن . . ؟

أين هبات النضال ..

 تحرر الأقصى الجريح .. ؟

وطني ينوح .. . !

شعبي ينوح . . !

أم تنوح . . !

طفل بريء .. غاله قزم قبيح ..

أين صرخات البطولةِ .. ،

والدفاع عن الحرم .. ؟ 

أين القيم .. ؟

تلك أنات الجريح ..

 تنادي أصحاب الذمم ..

أين صيحات الجهاد ..

 ترددت من كل فم .. ؟

أين عزمات النضال ..

 تفجرت عن كل هم .. ؟

أين الألى ضجت بهم دنيا النقم .. ؟

أين الشهادة في سبيل القدس ..

 يا خير الأمم .. ؟  

أبناء غزة والخليل ..

 تعانقوا مع بيت لحم ..

أبناء يافا والجليل ..

 تلاحموا مع طول كرم ..

والقدس تحتضن الجنوب .. مع الشمال .. ،

تشد أزر المنتقم ..

في كل شبر من بلادي .. ثورة ..

في وجه جلاد السلام ..

في كل جزء من فؤادي ..

 صرخةٌ .. رغم الحِمام ..  

في كل جرح من جراحي …

وردة الزيتون تنمو .. !

رغم آلات الدمار ..

مع كل فجر باسم ..

تمحى دياجير الظلام ..

مع كل أطفال الحجارة ...

 نهدي للدنيا السلام .

       * * *

  جدة 1421 هـ

البداية

 

     شبل الأبطال

 قسما ..

يا بطلا يرفع رايات الثورةْ .. ،

قسما ..

 يا طفلا يصنع بالحجر السجيلِ .. ،

نضالا في وجه القسوةْ ..

ينسج من غصن الزيتون المجتد من الأعماقْ .. ،

ينسج خيمه ..

يرسم معجزة الحاضرِ .. في زمن الجلادين . . . ، 

ينقش في الصخر المتجلد أغنية النصرةْ ..

يصدع بالحجر المصقول ...

 دروع القتلهْ ..

قسما ..

 يا شبلا يهب القدس .. ،

براءة نخوهْ .. !

يمنح كل شباب العالم .. ،

أسمى شارات الصحوةْ ..

يروي كل غصون الزيتون

 المتجذر في عمق كياني ..  

يرفع رايات بلادي .. ،

فوق قباب الأقصى .. ،

يحضن أشلاء الأقصى .. ،

في ليلة عرسْ ..

قسما ..

 يا شبلا كان العقدَ .. ،

وكان الدرهْ ..

كان الوهج الساطعَ .. ،

 في درب العودةْ  

قسما ..

 يا درة أطفال العالم .. ،

في يوم النفرةْ ..

قسما .. قسما ..

رددها شعب الغضب الثائرِ .. ،

في وجه الكفرةْ ..!

قسما .. قسما ..

 نقش الأطفال دماءك .. ،

في جوف الصخرةْ ..

يا بطلا يصرخ منتشيا .. ،  

في حمأة قسوةْ ..

يا غصن الزيتزن الأخضر .. ،

يقصف في وهج الذروةْ ..

أقسم ..

 لن ننسى يوم رحيلك .. ،

عن أرض الثورةْ ..

أقسم .. لن نرثيك .. ،

لأنك فوق الشعر .. ،

وفوق جبين الشمس المستعرةْ ..  

أقسم ..

 لن نقبل غير الثأرِِ ..،

فكل شباب الأرض فداءٌ .. ،

 للنجم الدرةْ ..

فلتهنأ . . ‍

 يا شبل الأبطال .. بروض الجنةْ ..

وليهنأ . .

كل رفاق الثورةْ .

     * * *

    جــدة 1421 هـ 

البداية

 

لحظة الوداع

أحقــا رحلــــت ولمَّا تقولي ..؟

وما كنــت أرضى . . . بخل سـواكِ

 أحقا . . . أحقا تركــت الحياة . . ؟

 ولم تبلغي من سنيك . . . عُـــلاك

رحلــــتِ ولمَّا تقولي وداعا . . !

 فأغدو البديل . . . وأمسي فـداك . .

رحلـــت . . ولست أشك بأنّك ِ.. ، 

في القلب نور . . . يشع سناك . . . ! 

متى تلتقيني . . ؟ فإنّي مَشــــُوق

إلى اللحد يومـا . . . لعلّي . . . أراك

                 * * *

فلســت أصـدق منك الرحيل . . . !

وأن وجودك . . . مــا يستطاع . . !

ولسـت أصـــدق ما يزعمون . . .

 بأنّ التواصـل . . . بات انقطاع . . !

ولســت أصــدق .. تلك الوساوس

تأكل روحي . . . وطـلّ الضياع . . ! 

وإنّ المنية . . . تسلـب خلّـي . . . !

فبــتُّ وحيدا . . . كسقط المتاع . ..

وما للقلــوب . . . التي تعشقيهــا

 ســوى الذكريات . . فكان الـوداع

                  * * *

فأقســم . . . أنّك أنتِ الحيـاة . . .

وأنّكِ مـوتي . . . ورمــز الوجـود

وأنّك في العين . . روض نضير . . .!

وأنّك في القلب . .  وحـي الخلــود 

وأنّكِ روحي . . . وبلسم جرحـي ..

وأنّك إنْ شئت . . . فـوق الحدود . .

وانّك يا مـن . . . عشقتكِ دهـــرا

أيرحل عنّي . . .  كطفــل عنيــد

وتتــرك نفسيَ . . نهبا لنفسي . . !

وتتــرك عيني . . . لنزف الصديـد

                 * * *

وأقســـم .. . أنّكِ صومي . . يقينا

وأنّكِ دوما . . . صلاتـي وطهــري 

واقســم أنّكِ حبّـّـي . . وكـرهي

واقســم أنّك ِ قولـي . . وجهـري

وأقســم أنّكِ . . لن تخذلينـي . . !

وأنَّكِ عنـدي . . . ملاذي ونصــري

وأنَّك روحي . . . حياة ومـوتا . . . !

وأنَّكِ للقلب . . . خصبـي ونهــري

وأنّك فيض اليقين . . . ونـور . . . ،

ألـوذ إليه . . فيشرح صـدري . . !

                 * * *  

وأقســـم أنَّكِ مائــي . . . وزادي

وأقســــم أنَّكِ . . . أنتِ الرجـاءْ

وأقســــم أنَّكِ . . شمسي وبدري

وأقســـم أنَّكِ . . . شمس السمـاء

وأقســـم أنَّكِ . . . صبحي وليلـي

وأقســـم أنَّكِ . . .  نـور الضيـاء

وأقســم أنَّكِ . . . في القلـب نبض

ووحي لشعري . . . ورمــز الوفاء 

سأنذر نفسي . . . وفاءً لـودّك .. . !

مادمـت حيَّا . . . وحسبي الــدعاءْ

                * * *

       جـدة 1421 هـ

البداية