اللغة العربية  :: لغة القرآن الكريم

موقع الدكتور / مسعد محمد زياد        رحمة الله
اتصل بنا الكتب السيرة الذاتية الرئيسية

تكملة المجرورات

 

" غير " :

        اسم يدل على مخالفة ما قبله لما بعده في ذاته حقيقة ، أو في وصف من الأوصاف العرضية التي تطرأ على الذات .

مثال النوع الأول : الماء غير النار .

أي أن ذات الماء وحقيقته ، غير ذات النار وحقيقتها .

ومثال الثاني قولنا : استخدمت طريقة في الوصول إلى الحقيقة غير التي استخدمتها قبلا .

والمقصود من ذلك هو : استخدام طريقة جديدة في الوصول إلى الحقيقة التي أرادها ، وليس معناه إلغاء الطرقة كلية .

وغير غالبا ما تكون ملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، إلا في حالة واحدة قد تنقطع عن الإضافة لفظا ومعنى .

ومن أمثلة إضافتها لفظا ومعنى :

94 ـ قوله تعالى : { فلهم أجر غير ممنون }1 .

وقوله تعالى : { أو آخران من غيركم }2 .

وقوله تعالى : { لئن اتخذت إلها غيري }3 .

ومثال قطعها عن الإضافة لفظا دون معنى قولنا : اشتريت ثلاثة أقلام ليس غير .

والتقدير : ليس غير الثلاثة . ويشترط في هذه الحالة أن تسبق غير بنفي ، وهو ليس .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 6 التين . 2 ـ 109 المائدة .

3 ـ 29 الشعراء .

 

وقال بعض النحاة كذلك تسبق بـ " لا " النافية . نحو : في جيبي مئة ريال لا غير .

كما يشترط فيها ألاّ تنون حيث يقدر لفظ المضاف إليه المحذوف لفظا لا معنى .

أما الحالة التي تنقطع فيها غير عن الإضافة لفظا ومعنى ، هي تلك الحالة التي يحذف فيها المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه ، أي لا يلاحظ وجوده مطلقا ، فكأنه غير موجود في الأصل نحو : من أهمل واجباته جنى الرسوب ليس غيرا .

والتقدير : ليس الجني مغايرا .

وتكون " غير " في هذه الحالة معربة منونه نكرة .

وهناك حالة تكون فيها " غير " مبنية عندما تكون مضافة ، وذلك إذا حذف المضاف إليه لفظا ، ونوى معناه . نحو : شر ابن آدم أن يملأ معدته ليس غيرُ .

والتقدير : ليس غير المالئ لمعدته .

" مع " : تفيد المصاحبة نحو قوله تعالى : { إن مع العسر يسرا }1 .  ولها في الإضافة ثلاثة أحوال ، تضاف في اثنتين ، وتفرد في واحدة .

1 ـ أن تكون " مع " ظرفية مكانية ، أو زمانية ، حسب ما تضاف إليه ، أو تحتمل الاثنين معا عند انعدام القرينة التي تعين أحدهما .

إضافة مع الدالة على المكان ، نحو : الفقر مع المرض شبح قاتل .

ونحو : لا مكان لجاهل مع عالم .

ومنه قوله تعالى : { كلا إن معي ربي سيهدين }2 .

ومثال دلالتها على الزمان قولنا : يخرج العمال من بيوتهم مع الصباح الباكر .

ونحو : يعود الطلبة إلى منازلهم مع الظهيرة .

ومثال صلاحيتها للمكان ، والزمان حين انعدام القرينة الدالة على أحدهما :

احتفل طلاب مدرستنا مع طلاب المدارس الأخرى بيوم الشجرة .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 6 الشرح . 1 ـ 62 الشعراء .  

 

ونحو : التقى معلمو المدرسة مع معلمي المدارس المجاورة ، وكرمنا المميزين منهم مع المميزين من معلمينا .

2 ـ تضاف " مع " وتكون بمعنى " عند " في إفادة معنى الحضور المجرد ، وهي حينئذ تكون ظرفا معربا مضافا واجب الجر بـ " من " الابتدائية .

نحو : إذا أراد الرجل البذل فلينفق من معه لا من مع الآخرين .

ونحو : إذا وهبت فهب من معك .

3 ـ أن تكون " مع " اسما لا ظرفية فيه ، ومعناه " جميع " ، أو " كل " وهي حينئذ تدل على مجرد اصطحاب اثنين ، أو أكثر ، واجتماعهما في وقت متعدد ، وتكون " مع " في هذه الحالة معربة منصوبة منونة على أنها حال ، أو خبر ، وهي في الصورتين مؤولة بالمشتق ، ومفردة .

مثال الدلالة على الحال المثناة : أقبل الطالبان معا .

22 ـ ومنه قول الشاعر :

      فلما تفرقنا كأني ومالكا      لطول اجتماع لم نبت ليلة معا .

ومنه قول امرئ القيس :

     مكر مفر مقبل مدبر معا     كجلمود صخر حطه السيل من عل

ومثال جماعة الإناث قول الشاعر :

" إذا حنت الأولى سجعن معا "

23 ـ ومنه قول الشاعر في وصف إبل :

       لا ترتجي حين تلاقى الزائدا     أسبعةً لاقت معا ، أَم واحدا

الشاهد : معا ، حال من فاعل الفعل " لاقى " وهو الضمير المستتر تقديره : " هي " يعود على لإبل التي تدل على جماعة مؤنثة .

24 ـ ومثال جمع المذكر قول الشاعر :

     وأفنى رجالي فبادوا معا    فأصبح قلبي بهم مستفزُّ

ومثال الخبر : المجاهدان معا . والمجاهدون معا .

والتقدير : المجاهدان موجودان معا . والمجاهدون موجودون معا .

 

" حسب " تضاف لفظا ومعنى :

95 ـ نحو قوله تعالى : { فإن تولوا فقل حسبي الله }1 .

وقوله تعالى : { من توكل على الله فهو حسبه }2 .

وقوله تعالى : { حسبنا الله ونعم الوكيل }3 .

كما تضاف حسب معنى لا لفظا . نحو : قرأت الدرس حسبُ .

والتقدير : لا غير . وهي حينئذ مبنية على الضم في محل نصب .

ومنه : أمضيت في مكة ثلاثة أيام فحسب . أي ليس غير .

 

" أول " ، لإضافته ثلاثة استعمالات هي :

1 ـ أن يكون اسما لا ظرفية فيه . نحو : أول الغيث قطرة .

وهو هنا بمعنى مبدأ الشيء . وقد يكون بمعنى كلمة " قديم " .

نحو : هذا قول هراء لا أول له ولا آخر .

وقد تضمن معنى كلمة " سابق " ، أي متقدم الدالة على الوصف .

نحو : تنقلت في البلاد عاما أولا .

2 ـ أن تكون اسما جامدا لا ظرفية فيه ، ولكنه مؤول بالمشتق ، تضمن كلمة " أسبق " الدالة على التفضيل ، وهو حينئذ معرب تطبق عليه أحكام أفعل التفضيل .

نحو : أنت في المدرسة أول من هذين الطالبين . والتقدير : أسبق منهما .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 130 التوبة . 2 ـ 3 الطلاق .

1 ـ 173 آل عمران .

 

3 ـ أن يكون ظرفا للزمان بمعنى " قبل " كقوله تعالى : { وأنا أول المسلمين }1 .

وقوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس }2 .

 

" دون " ، تكون للظرفية في معنى المكان ، وهي حينئذ منصوبة على الظرفية المكانية  نحو : محمد دون أحمد في الشجاعة والكرم .

ومنه قوله تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول }3.

وتجر كلمة " دون " بحرف الجر " من " .

96 ـ نحو قوله تعالى : { فاتخذت من دونهم حجابا }4 .

وقوله تعالى: { إنما اتخذتم من دون الله }5 .

وقوله تعالى : { خالصة من دون الناس }6 .

وتأتي اسما وصفا بمعنى حقير . نحو : ثوب دون . أي : رديء .

ويقال هذا دونك . أي : حقيرك (7) . ويقولون : هذا دون المستوى المطلوب .

أي : أقل ، أو أحقر من المستوى المطلوب .

 

" قبل ، وبعد " ، لإضافتهما أربعة أحوال هي :

1 ـ تأتي قبل وبعد معربتين ، إذا أضيفتا لفظا .

97 ـ نحو قوله تعالى : { قبل طلوع الشمس }8 .

وقوله تعالى : { وما كنت تتلوا من قبله }9 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 164 الأنعام . 2 ـ 96 آل عمران .

3 ـ 204 الأنعام . 4 ـ 16 مريم .

5 ـ 25 العنكبوت . 6 ـ 94 البقرة .

7 ـ شرح المفصل ج2 ص129 . 8 ـ 130 طه .

9 ـ 48 العنكبوت .

 

 وقوله تعالى : { قبل يوم الحساب }1 .

98 ـ ونحو قوله تعالى : { لا ينبغي لأحد من بعدي }2 .

وقوله تعالى : { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين }3 .

2 ـ وإذا حذف المضاف إليه ، ونوي لفظه ، أعرب " قبل وبعد " من غير تنوين .

25 ـ كقول الشاعر :

      ومن قبلِ نادى كل قوم قرابة

الشاهد قوله : " من قبلِ " حيث أعربت " قبلِ " مجرورة من غير تنوين ، لأن المضاف إليه حذف ونوى لفظه . والتقدير : من قبل ذلك .

3 ـ إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ، ولا معناه ، تكون " قبل وبعد " حينئذ نكرتين منونتين .

نحو قوله تعالى ـ في قراءة من قرأ بالتنوين { لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ }4 .

26 ـ ومنه قول الشاعر يزيد بن الصعق :

      فصيغ لي الشراب وكنت قبلا    أكاد أغص بالماء الحميم

الشاهد في البيت قوله : " قبلاً " حيث أعربه منونا لانقطاعه عن الإضافة لفظا ومعنى.

4 ـ يحذف المضاف إليه وينوى معناه دون لفظه ، فتكون قبل وبعد مبنيتين على الضم . 99 ـ نحو قوله تعالى : { كما سئل الذين من قبلُ }5 .

وقوله تعالى : { كما توليتم من قبلٌ }6 . وقوله تعالى : { فلا تحل له من بعدُ }7 .

وقوله تعالى : { آمنوا من بعدُ }8 . وقوله تعالى : { لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ }9 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ 16 ص . 2 ـ 35 ص . 3 ـ 6 الأنعام .

4 ـ 4 الروم . 5 ـ 108 البقرة .

6 ـ 16 الفتح . 7 ـ 230 البقرة .

8 ـ 75 الأنفال . 9 ـ 4 الروم .

 

" عل " :

    توافق " فوق " في معناها ، ويجوز نصبها على الظرفية ، أو الحالية ، ولكن يشترط  فيها شرطان :

1 ـ لا تأتي ‘لا مجرورة بـ " من " . نحو قول امرئ القيس :

       مكر مفر مقبل مدبر معا     كجلمود صخر حطه السيل من علِ

2 ـ لا تستعمل مضافة . فلا يجوز أن نقول : أخذت الكتاب من علِ المكتب .

 

" الجهات الست " ، وهي : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .

هذه الظروف تأتي مضافة للمفرد معنى ، مع جواز قطعها عن الإضافة لفظا ، والاستغناء عن المضاف إليه ، وحينئذ تبنى جميعها على الضم .

نحو : مر المتسابقون عن يمين المنصة . وجاء الطلاب ومحمد يمين .

ومثال حذف المضاف إليه لفظا :

100 ـ ومعنى قوله تعالى : { جنتان عن يمينٍ وشمال }1 .

ومثال " شمال " غير مقطوعة عن الإضافة لفظا قوله تعالى :

{ ومن أوتى كتابه بشماله }2 .

       ومنه ما أخرجه أبو داود في إحدى رواياته عن سبرة بن معبد رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة ". والضمير في الحديث عائد على الصبي .

ومثال " وراء " 101 ـ قوله تعالى : { من ورائه جهنم }3 .

وقوله تعالى : { فاسألوهن من وراء حجاب }4 .

وقوله تعالى : { والله من ورائهم محيط }5 . وقوله تعالى : { أو من وراء جدر }6 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 15 سبأ . 2 ـ 25 الحاقة . 3 ـ 16 التغابن .

4 ـ 53 الأحزاب . 5 ـ 20 البروج . 6 ـ 14 الحشر .

 

ومثال " أمام " : وقف المذنب أمام القاضي . ومنه : البحر من ورائكم والعدو أمامكم.

102 ـ ومنه قوله تعالى : { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه }1 .

103 ـ ومثال " تحت " قوله تعالى : { يبايعونك تحت الشجرة }2 .

وقوله تعالى : { ومن تحت أرجلهم }3 .

وقوله تعالى : { تجري من تحتها الأنهار }4 .

104 ـ ومثال " فوق " قوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }5 .

وقوله تعالى : { فاضربوا فوق الأعناق }6 .

وقوله تعالى : { ورفعنا فوقكم الطور }7 .

 

ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل :

     تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجمل إلى قسمين : ـ

1 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية ، أو الفعلية ، وجواز قطع بعضه عن الإضافة لفظا ، وهو : " حيث ، وإذ " ، ويحمل عليه ما كان دالا على الماضي من أسماء الزمان غير المحدود ، مثل " حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة " .

2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط . ومنه " إذا " الشرطية الدالة على الزمان المستقبل . و" لمّا " الظرفية ، و " آية " التي بمعنى علامة ، و " ذي " .

 

أولا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية أو الفعلية :

" حيث " :

      اسم للمكان ، ملازم البناء على الضم ، يضاف للجمل الاسمية ، أو الفعلية ، وله حالتان .

ــــــــــــــ

7 ـ 5 القيامة . 8 ـ 18 الفتح . 9 ـ 69 المائدة .

10 ـ 25 البقرة . 11 ـ 12 النبأ .

12 ـ 12 الأنفال . 13 ـ 153 النساء .

 

1 ـ تأتي ظرفية مكانية مبنية على الضم في محل نصب .

نحو : وقفت حيث محمد واقف . ونحو : جلست حيث أستطيع الرؤية .

105 ـ ومنه قوله تعالى : { رغدا حيث شئتما }1 .

وقوله تعالى : { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم }2 .

2 ـ تأتي مجرورة بحرف الجر " من " .

106 ـ نحو قوله تعالى : { من حيث أخرجوكم }3 .

وقوله تعالى : { من حيث لا يعلمون }4 .

وقوله تعالى : { من حيث لم يحتسبوا }5 .

 

" إذ " :

أولا ـ تأتي للدلالة على الزمن الماضي ، فتكون كالتالي :

1 ـ ظرفا بمعنى " حين " .

107 ـ نحو قوله تعالى : { فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا }6 .

والمعنى : حين أخرجه الذين كفروا .

وقوله تعالى : { وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى }7 .

أي : حين جاءهم .

2 ـ مفعولا به . 108 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء }8 .

وقوله تعالى : { واذكروا إذ كنتم قليلا }9 .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 35 البقرة . 2 ـ 144 البقرة . 3 ـ 191 البقرة .

4 ـ 181 الأعراف . 5 ـ 2 الحشر .

6 ـ 41 التوبة . 7 ـ 55 الكهف . 8 ـ 68 الأعراف .

9 ـ 85 الأعراف . 

 

وقوله تعالى : { واذكروا إذ أنتم قليل }1.

فـ " إذا " في الشواهد القرآنية السابقة جاءت اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به للفعل " اذكروا " ، وإذ مضاف ، والجملة بعدها في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي بدلا من المفعول به . نحو قوله تعالى :

{ واذكروا أخا عاد إذ أنذره قومه }2 .

وقوله تعالى : { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها }3 .

" إذا " في الشواهد السابقة اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من " أخا " في الآية الأولى ، وبدل من " مريم " في الآية الثانية .

4 ـ وتأتي " إذ " مضافا إليه ، وتغلب إضافتها بعد الكلمات التالية : ( بعد ، وحين ، ويم ، وقبل ، وساعة ) .

109 ـ نحو قوله تعالى : { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }4.

وقوله تعالى : { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم }5 .

وقوله تعالى : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }6 .

ثانيا ـ تأتي " إذ " للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ تكون ظرفا للزمان ليس غير 110 ـ نحو قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم }7 فـ " إذ " اسم مبني على السكون ، في محل نصب ظرف للزمان المستقبل ، متعلق بـ  " يعلمون " ، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وهو مضاف ، وجملة : الأغلال وما في حيزها في محل جر بالإضافة .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 26 الأنفال . 2 ـ 21 الأحقاف .

3 ـ 15 مريم . 4 ـ 71 الأنعام . 5 ـ 115 التوبة .

6 ـ 8 آل عمران .7 ـ 71 ، 72 غافر .

 

فوائد وتنبيهات :

1 ـ إذا قطعت " إذ " عن الإضافة لفظا ومعنى تنون ، ويكون التنوين عوضا عن لفظ الجملة المضاف إليها ، وغالبا ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إليها ، كيوم ، حين ، وساعة ... إلخ . 111 ـ نحو قوله تعالى : { يومئذ يفرح المؤمنون }1 .

وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }2 .

2 ـ ذكرنا أن بعض الظروف المبهمة تكون بمعنى " إذ " ، إذا أريد بها الدلالة على الماضي ، ومن تلك الظروف ( حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة ... إلخ ) .

مثال " حين " ، 112 ـ قوله تعالى : { حين يرون العذاب }3 .

وقوله تعالى : {وسبح بحمد ربك حين تقوم }4 .

كما تضاف إلى المفرد نحو قوله تعالى : { والضراء وحين البأس }5 .

113 ـ وقوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها }6 .

وقوله تعالى : { على حين غفلة من أهلها }7 .

وقد تقطع " حين " عن الإضافة لفظا ومعنى ، وحينئذ تنون عوضا من لفظ الجملة المضاف إليه . 114 ـ نحو قوله تعالى : { ومتعناهم إلى حين }8 .

وقوله تعالى : { ولتعلمن نبأه بعد حين }9 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 4 الروم . 2 ـ 84 الواقعة .

3 ـ 42 الفرقان . 4 ـ 48 الطور .

5 ـ 177 البقرة .6 ـ 42 الزمر .

7 ـ 15 القصص . 8 ـ 98 يونس .

 9 ـ 88 ص .

 

وقوله تعالى : { فتنة لكم ومتاع إلى حين }1 .

      ويلاحظ في هذه الحالة التي تقطع فيها " حين " عن الإضافة ، أن تكون مسبوقة بحرف جر كما هو موضح في الشواهد السابقة .

ومثل حين " يوم " 115 ـ نحو قوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين }2 .

وقوله تعالى : { ويوم أبعث حيا }3 .

ومثال إضافة يوم إلى الاسم المفرد 116 ـ قوله تعالى : { يوم القيامة تبعثون }4 .

وقوله تعالى : { وأنذرهم يوم الآزفة }5 .

وقوله تعالى : { إلى يوم البعث فهذا يوم البعث }6 .

 

ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط : ـ

هناك ألفاظ تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ليس غير ، وهي :

إذا الشرطية الدالة على الزمان المستقبل ، ولما الظرفية ، وآية التي بمعنى علامة ، وذي .

1 ـ إذا : شرطية للدلالة على الزمان المستقبل .

117 ـ نحو قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }7 .

وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون }8 .

وقوله تعالى : { حتى إذا أخذت الأرض }9 .

2 ـ لمّا : ظرفية تضاف إلى الجمل الفعلية .

118 ـ نحو قوله تعالى : { فلما خر تبينت الجن }10 .

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 111 الأنبياء . 2 ـ 12 الحديد . 3 ـ 33 مريم .

4 ـ 16 المؤمنون . 5 ـ 57 النجم . 6 ـ 56 الروم .

7 ـ 1 النصر . 8 ـ 33 الأعراف . 9 ـ 24 يونس .

 10 ـ 14 سبأ .

 

وقوله تعالى : { فلما بلغ مجمع بينهما }1 .

وقوله تعالى : { ولما جاء عيس بالبينات }2 .

وقوله تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا }3 .

     ومما ألحق بإذا من غير الزمان كلمة " آية " . نحو : آتيتني بآية قام أخوك .

فأضافوا كلمة " آية " إلى الجملة الفعلية ، لأنها بمعنى الوقت .

27 ـ ومنه قول الشاعر :

      بآية يقدمون الخيل شعتا     كأن على سنابكها قدامى

    ومما ألحق بإذا أيضا كلمة " ذي " . نحو قولهم : اذهب بذي تسلم .

والتقدير : اذهب بأمر سلامتك . ، أي : ومعك أمر هو سلامتك المصاحبة لك .

ويلاحظ في " ذي " أن تكون مجرورة بحرف الجر " الباء " .

تنبيه : هناك أسماء تمنع من الإضافة إلى غيرها ، ومن هذه الأسماء : ـ

الضمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ما عدا " أي " ، وأسماء الشرط ما عدا " أي " ، وأسماء الاستفهام ما عدا " أي " .

 

الفصل بين المضاف والمضاف إليه :

      يحوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في النثر في المواضع الآتية :

1 ـ إذا كان المضاف إليه مصدرا مضافا إلى فاعله ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به . 119 ـ نحو قوله تعالى في قراءة ابن عامر : { قَتْلَ أولادَهم شركائهم }4 .

بنصب أولاد ، وجر شركاء .

وقد يفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 62 الكهف . 2 ـ 63 الزخرف .

3 ـ 82 هود . 4 ـ 137 الأنعام .

 

نحو قولهم : ترك يوما نفسِك وهواها . بجر نفس .

2 ـ إذا كان المضاف إليه وصفا مضافا إلى مفعوله الأول ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به الثاني . كقراءة بعضهم : { فلا تحسبن الله مخلف وعدَه رسلِه }1 .

بنصب وعد ، وجر رسل . أو الفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .

نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هل أنتم تاركو لي صاحبي " . حيث فصل بين المضاف ، والمضاف إليه بالجار والمجرور " لي " .

28 ـ ومنه قول الشاعر :

       فَرِشْني بخير لا أكونن مدحتي     كناحت يوما صخرةِ بعسيل

الشاهد : " كناحت يوما صخرةِ " ، حيث فصل بين المضاف " ناحت " ، والمضاف إليه " ضخرة " ، بالظرف " يوم " .

3 ـ أن يكون الفاصل بينهما هو القسم . نحو : هذا كتابُ ـ والله ـ محمدٍ .

       أما في الشعر فقد فصل بين المضاف ، والمضاف إليه في ثلاثة مواضع : ـ

1 ـ الفصل بينهما بأجنبي ، والمقصود بالأجنبي هو معمول غير المضاف سواء أكان : أ ـ فاعلا .

29 ـ نحو قول الشاعر :  

          أنجب أيام والداه به     إذ نَجَلاه فنعم ما نجلا

والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه .

ب ـ أم مفعولا به .

30 ـ نحو قول الشاعر :

        " تسقى امتياحا ندى المسوال ريقتها "

التقدير : تسقى ندى ريقتها المسوال .

ــــــــــــــــ

1 ـ 47 إبراهيم .

 

ج ـ أم كان ظرفا .

31 ـ نحو قول الشاعر :

        كما خط الكتاب بكف يوما      يهودي يقارب أو يزيل

التقدير : كما خط بكف يهودي يوما الكتاب .

2 ـ الفصل بينهما بنفي المضاف .

32 ـ نحو قول الشاعر :

          ولئن حلفت على يديك لأحلفن     بيمين أصدق من يمينك مقسم

التقدير : بيمين مقسم أصدق من يمينك .

3 ـ الفصل بينهما بالنداء .

33 ـ نحو قول الشاعر :

        كأن برذون أبا عصامٍ      زيدٍ حمارٌ دُقَّ باللجام

التقدير : كأن برذون زيد يا أبا عصام .

 

حذف المضاف : ـ

1 ـ يحذف المضاف إذا دل عليه دليل ، ويقوم المضاف إليه مقامه ، ويعرب بإعرابه .

120 ـ نحو قوله تعالى : { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم }1 .

التقدير : حب العجل .

ومنه قوله تعالى : ر وجاء ربك }2 . أي : أمر ربك .

في الشاهدين السابقين حذف المضاف وهو كلمة " حب " في الآية الأولى ، وكلمة " ربك " في الآية الثانية .

ـــــــــــــــ

1 ـ 93 البقرة . 3 ـ 22 الفجر .

 

2 ـ قد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا ، كما لو كان المضاف   موجودا ، ولكن يشترط في المضاف المحذوف مماثلا لما عليه قد عطف .

نحو قول الشاعر :

       أكلُّ امرئ تحسبين امرأَ     ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نارا

الشاهد قوله : " ونار " فحذف المضاف وهو " كل " التي دلت عليها كلمة " كل " في صدر البيت المعطوف عليه بحرف العطف في كلمة " ونار " ، وهي المضاف إليه .

3 ـ وقد يحذف المضاف ، ويبقى المضاف إليه على جره ، ولا يشترط في المحذوف أن يكون مماثلا للملفوظ ، ولكن يكتفى أن يكون مقابلا له .

نحو قوله تعالى في قراءة من جر كلمة الآخرة :

{ تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ }1 . التقدير : والله يريد في الآخرة ، أو والله يريد عرض الآخرة . عند تقدير بعض المعربين ، ولكن الوجه الأول أولى .

 

حذف المضاف إليه :

       يجوز حذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف على حاله ، كما لو كان مضافا ، حيث يحذف تنوينه ، وهذا النوع أكثر ما يكون إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول . نحو قولهم : قطع الله يدَ ورجلَ من قالها .

والتقدير : قطع الله يد من قالها ، ورجل من قالها . فحذف ما أضيف إليه " يد " وهو " من قالها " لدلالة ما أضيف إليه " رجل " عليه .

34 ـ ومنه قول الشاعر :

      سقى الأرضين الغيثُ سهل وحزنها

ـــــــــــــ

1 ـ 67 الأنفال .

 

التقدير : " سهلها وحزنها " ، فحذف ما أضيف إليه " سهل " لدلالة ما أضيف إليه " حزن " عليه .

 

المضاف إلى ياء المتكلم :

       للمضاف إلى ياء المتكلم أحكام على النحو الآتي : ـ

1 ـ يجب كسر آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم للمناسبة . نحو : هذا كتابي .

121 ـ ومنه قوله تعالى : { اذهب بكتابي هذا }1 .

وقوله تعالى : { يا ليتني لم أوت كتابيه }2 .

ويستثنى من القاعد السابقة الآتي : ـ

أ ـ الاسم المقصور . نحو : فتايَ ، وهوايَ ، قوايَ .

ولاسم المنقوص . نحو : قاضيَّ ، واديَّ ، راميَّ .

ب ـ المثني وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر . نحو : معلمَيَّ ،   ومهندسَيَّ ، ومعلمِيَّ ، ومهندسِيَّ .

حيث يجب تسكين أواخرها ، وفتح الياء معها ، وإدغام ياء المنقوص والمثنى والجمع المذكر بياء المتكلم ، وقلب واو الجمع ياء ، ثم إدغامها بياء المتكلم .

35 ـ ومنه قول الشاعر :

      أودى بنيَّ فأعقبوني حسرة      عند الرفاء وعبرة لا تقلع

الشاهد : " بنيَّ " وأصلها " بنين " مضافة إلى ياء المتكلم ، فحذفت النون ، وأدغمت الياء في الياء . 

ـــــــــــــــــ

2 ـ 28 النمل . 3 ـ 25 الحاقة .

 

أحكام عامة للمضاف إليه : ـ

1 ـ وجوب اشتمال الإضافة المحضة على حرف جر متخيل ، والغرض من هذا التخيل الاستعانة بحرف الجر على توصيل معنى ما قبله إلى ما رعده ، ولا يخرج حرف الجر المتخيل عن أحد هذه الحروف الثلاثة الأصلية وهي : من ، في ، اللام .

2 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفا ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة ، ويشترط في ذلك أن تكون الإضافة محضة .

3 ـ عدم الفصل بين المتضايفين باسم ظاهر ، أو ضمير بارز ، أو بغيرهما ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة الكلمة الواحدة ذات الجزأين ، ومع ذلك يجوز الفصل بشروط ، كما أوضحنا .

4 ـ يستفيد المضاف من المضاف إليه وجوب التصدير . فإذا كان المضاف إليه من الألفاظ التي لها الصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام ، والشرط ، فإنه يفقد التصدير عندما يصير مضافا إليه ، وينتقل وجوب التصدير إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة . نحو : قلم من معك ؟ وصباح أيِّ يومٍ السفر ؟

5 ـ يجب تقديم المضاف على المضاف إليه ، وكذلك تقديمه على معمولات المضاف إليه ، سواء أكانت تلك المعمولات مفردة ، أم جملة ، أم شبه جملة ، إلا في حالة واحدة يجوز فيها التقديم ، وهي : أن يكون المضاف كلمة " غير " التي يقصد بها النفي ، وعلامة ذلك أن يصح وضع حرف نفي وفعل مضارع محل كلمة " غير " والمضاف إليها ، مع استقامة المعنى . نحو : أما غير منكر فضلا .

فيجوز أن نقول : أنا ـ فضلا ـ غير منكر . بدليل جواز قولنا : أنا فضلا لا أنكر . حيث سدت " لا " النافية مع الفعل المضارع مسد " غير " والمضاف إليه .

6 ـ وجوب استفادة المضاف الذي ليس مصدرا المصدرية من المضاف إليه .

122 ـ نحو قوله تعالى : { سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }1 .

والتقدير : سيعلم الذين ظلموا ينقلبون منقلبا أي منقلب . فكلمة " أي " مفعول مطلق ، وناصبة للفعل المضارع " ينقلبون " ، ولكنه في هذا الموضع نائب عن المفعول  المطلق ، واكتيب المصدرية من المضاف إليه " منقلب " .

7 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه الظرفية ، بشرط أن يكون المضاف كلمة " كل " ، أو " بعض " ، أو ما يدل على الكلية ، أو الجزئية ، ويكون المضاف إليه ظرفا . نحو : أمضيت في الرحلة كل الوقت . وانقطعت عن زيارته بعض الوقت.

ومنه قولهم : قد تخفى خديعة اللئيم بعض الأحيان ، ولكنها لا تخفى كل الأحيان .

8 ـ جواز استفادة المضاف المذكر من المضاف إليه التأنيث ، إذا كان الأخير مؤنثا ، ويتحقق ذلك بشرطين : ـ

أ ـ أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه ، أو مثل جزئه ، أو كلا له .

مثال المضاف الذي هو جزء من المضاف إليه : أسرعت بعض السحائب حين ساقتها بعض الرياح . فقد لحقت " تاء " التأنيث كلا من الفعل " أسرع " ، " وساق " للتدليل على تأنيث فاعلهما ، وههو كلمة " بعض " .

ومثال المضاف الذي يشبه جزءا من المضاف إليه .

36 ـ قول الشاعر :

       وما حب الديار شغفن قلبي     ولكن حب من سكن الديارا

فكلمة " حب " في صدر البيت : مبتدأ مذكر ، وخبره الجملة الفعلية " شغفن " ، والرابط بين المبتدأ وخبره ، هو ضمير النسوة " النون " ، وكلمة " ديار " مضاف   إليه ، ولكن يشبهه بأن له اتصالا ، وارتباطا سببيا به .

ــــــــــــــ

1 ـ 227 الشعراء .

 

ومثال المضاف الذي هو كل للمضاف إليه ،

37 ـ قول الشاعر :

      جادت عليه كل عين ثرة     فتركن كل حديقة كالدرهم

الشاهد قوله : " جادت " ، يلاحظ أن تاء التأنيث قد لحقت أخر الفعل " جاد " للدلالة على تأنيث فاعله وهو كلمة " كل " مع أن هذا الفاعل مذكر في ذاته .

ب ـ أن يكون المضاف صالحا للحذف ، وإقامة المضاف إليه مقامه من دون أن يتغير المعنى . نحو أن يقال : أسرعت السحائب حين ساقتها الرياح .

فقد حذف المضاف وهو كلمة " بعض " دون أن يفسد المعنى .

9 ـ جواز حذف تاء التأنيث من آخر المضاف ، شريطة أمن اللبس عند حذفها ، وعدم خفاء المعنى ،

123 ـ كقوله تعالى : { وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }1 .

والتقدير : " إقامة الصلاة " فقد حذف " تاء " التأنيث من المضاف تخفيفا في النطق ، ولم يترتب عليه لبس ، أو إخفاء في المعنى . ومنه قوله تعالى :

{ رجال لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } 2 .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 73 الأنبياء . 2 ـ 37 النور .